وفي الدر المنثور : وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي خلف الأعمي قال كان ابن أبي سرح يكتب للنبي صلي الله عليه [وآله] وسلم الوحي أتي أهل المكة فقالوا يا بن أبي سرح : كيف كتبت لا بن أبي كبشة القرآن؟ قال كنت أكتب كيف شئت فانزل الله (وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرى عَلَى اللَّهِ كَذِباً) (١).
ورووا تلك الحادثة عن رجل آخر اسمه أبو برزة الأسمي (٢): قال
__________________
(١) الدر المنثور ٣ : ٣٠.
(٢) احتمل قويا ذلك افتراء على أبي برزة الأسلمي رضوان الله تعالى عليه ، وذلك لأن أبا برزة من شيعة الإمام أمير المومنين عليه السلام الذين شاركوا معه في صفين والنهروان ، قال ابن حجر في الإصابة ٦ : ٤٣٣ ت ٨٧٢٢: (نضلة بن عبيد الأسلمي أبو برزة مشهور بكنيته. وقال ابن سعد كان من ساكني المدينة ثم نزل البصرة وغزا خراسان ، وقال غيره شهد مع علي ـ عليه السلام ـ قتل الخوارج بالنهروان ، وغزا خراسان بعد ذلك ويقال إنه شهد صفين والنهروان مع علي روي من طريق ثعلبة بن أبي برزة عن أبيه) ، وقال ابن الأثير في أسد الغابة ٥ : ١٩ (نضلة بن عبيد. وروى عنه انه قال أنا قتلت ابن خطل يوم الفتح وهو متعلق بأستار الكعبة وروي ثعلبة أبي برزة أن أباه شهد صفين والنهروان مع علي. وكان أبو برزة عند يزيد بن معاوية لما أتي برأس الحسين بن علي فرآه أبو برزة وهو ينكث ثغر الحسين بقضيب في يده فقال لقد أخذ قضيبك من ثغره مأخذا ربما رايت رسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلم يرشفه أما انك يا يزيد تجئ يوم القيامة وابن زياد شفيعك ويجئ هذا ومحمد شفيعه ثم قال فولى). وليس بعزيز على بني أمية أن يزيحوا تلك مخزاة عن ابن أبي سرح أخي الخليفة لأمة ويلصقوها بواحد من شيعة الإمام علي عليه السلام ، وهو الذي اعترض على فعل لعين السماوات والأرض يزيد بن معاوية.