عازب دعاء فيه (ونبيك الذي ارسلت) ، فلما أراد البؤاء أن يعرض ذلك الدعاء على النبي صلى الله عليه [وآله] وسلم قال (وبرسولك الذي أرسلت) فقال النبي عليه السلام : لا ، ونبيك الذي أرسلت ، فأمره عليه السلام كما تسمع ألا يضع لفظة (رسول) في موضع لفظة (نبي) وذلك حق لا يحيل معنى وهو عليخ السلام رسول ونبي ، فيكف يسوغ للجاهل المغفلين أو الفساق المبطلين ، أن يقولوا : إنه عليه السلام كان يجيز أن توضع في القرآن مكان (عزيز حكيم) (غفور رحيم) أو (سميع عليم) وهو يمنع من ذلك في دعاء ليس قرآنا ، والله يقول مخبرا عن نبيه صلى الله عليه [وآله] وسلم (ما يَكُونُ لي أَنْ أُبَدِّلَهُ مِنْ تِلْقاءِ نَفْسي) (١) ولا تبديل أكثر من وضع كلمة مكان أخرى ، أم كيف يسوغ لأهل الجهل والعمى ـ يقصد أبا حنيفة وأتباعه ـ إباحة القراءة المفروضة في الصلاة بالأعجمية مع ما ذكرنا ومع إجماع الأمة على أن إنسانا لو قرأ أم القرآن فقدم آية على أخرى أو قال : الشكر للصمد مولى الخلائق وقال هذا هو القرآن لكان كافرا بإجماع (٢) ، ومع قوله تعالى (لِسانُ الَّذي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهذا لِسانٌ عَرَبِيٌّ مُبين) (٣) ففرق الله تعالى بينهما وأخبر أن القرآن إنما هو باللفظ العربي لا بالعجمي ، وأمر بقراءة
__________________
(١) يونس : ١٥.
(٢) على هذه الضابطة يجب تكفير ابن مسعود وعمر وأبي الدرداء وأبي بن كعب وابن عباس وعائشة وحفصة لأن كلا منهم ادعى قرآنية الجمل الزائدة الغريبة التي جاء بها كما سيأتي بيانه بإذنه تعالى.
(٣) النحل : ١٠٣.