شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ وَحَيْثُ ما كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ» ، فثمّ جهة الّتي أمر بها ورضيها ، والمعنى أنكم إذا منعتم أن تصلّوا في المسجد الحرام أو في بيت المقدس ، فقد جعلنا لكم الأرض مسجدا فصلّوا في أيّ بقعة شئتم من بقاعها ، وافعلوا التولية فيها ، فإنّ التولية لا يختصّ بمسجد ولا مكان.
هذا عليه اعتماد الكشاف نظرا الى ما قبله من قوله (وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَساجِدَ اللهِ) الاية وكذا القاضي والجوامع (١) لكنّه لم يذكر احتمال بيت المقدس هنا ، وكأنّه استضعافا له ، واعتمادا على ما تقدّم وزاد القاضي احتمال أن يراد بوجه الله ذاته ، وهو بأن يكون وجه صلة لا كما في (كُلُّ شَيْءٍ هالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ) يعنى فثمّ الله يرى ويعلم كما في المعالم ، وفيه أيضا : وقيل : رضي الله ، هذا.
وفي المجمع (٢) قيل : نزلت في التطوّع على الراحلة حيث توجّهت حال السفر وهذا مرويّ عن أئمتنا عليهمالسلام انتهى ، ورواه مسلم والترمذيّ عن عبد الله بن عمر (٣) وإليه نسب المعالم والكشّاف أيضا إلّا أنه لم يعتدّ بالتطوع ، ولعلّه مراده وفي الجوامع لم يعتدّ بحال السفر قال : وهو عنهم عليهالسلام ، ونحوه في التذكرة عن أبى عبد الله عليهالسلام وفي الكنز (٤) كالأوّل عن أبي جعفر وأبي عبد الله عليهماالسلام.
وفي المعتبر : وقد استفاض النقل أنّها في النافلة ثم في المجمع : روى عن جابر (٥)
__________________
(١) انظر الكشاف ج ١ ص ١٨٠ والبيضاوي ج ١ ص ١٨٢ ط مصطفى محمد
(٢) المجمع ج ١ ص ١٩١.
(٣) وأخرجه في الدر المنثور ج ١ ص ١٠٩ عن ابن أبي شيبة وعبد بن حميد ومسلم والترمذي والنسائي وابن جرير وابن المنذر والنحاس في ناسخه والطبراني والبيهقي في سننه عن ابن عمر قال كان النبي (ص) يصلى على راحلته تطوعا أينما توجهت به ثم قرء ابن عمر هذه الآية (فَأَيْنَما تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللهِ) وقال ابن عمر في هذا نزلت الآية.
(٤) انظر كنز العرفان ج ١ ص ٩٠ وانظر أيضا العياشي ج ١ ص ٥٦ وص ٥٧ والباب ١٥ من أبواب القبلة من الوسائل ج ٣ ص ٢٤٢ وص ٢٤٣ من الرقم ٥٣١٠ الى ٥٣١٥.
(٥) المجمع ج ١ ص ١٩١ وأخرجه في الدر المنثور أيضا ج ١ ص ١٠٩ عن الدارقطني وابن مردويه والبيهقي عن جابر بن عبد الله.