عن أبي جعفر عليهالسلام قال : مفتاح كلّ كتاب نزل من السّماء (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ) فإذا قرأت (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ) فلا تبال أن لا تستعيذ ، فإذا قرأت (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ) سترتك فيما بين السّماء والأرض انتهى.
وقيل المنقول عنه وجوبها في الرّكعة الأولى قبل الحمد فقط ، فكأنّه نظر إلى أنّ ظاهره الوجوب مطلقا ، ولم يقل به أحد ، ويبعد وجوب الاستعاذة بمجرّد إرادة القراءة المندوبة ، إذ له أن يرجع عنها فكيف الاستعاذة ، ولهذا لا يجب الغسل والوضوء لما يتوقف عليهما إلّا أن يكون واجبا ، فيخصّ بأوّل الرّكعة الاولى وهو بعيد جدّا ، لأنّ إرادة الرّكعة الاولى من الفريضة بعيد لا يفهم ، ولا قرينة أصلا فلا يمكن إرادة الله تعالى ذلك ، مع أنّه لم يذهب إليه سواه أحد ولا يوافقه ما نقل في وصف صلاة النبيّ والأئمّة عليهمالسلام حتّى حمّاد لم يذكر الاستعاذة في صفة صلاة الصّادق عليهالسلام فالحمل على الاستحباب وإن كان مجازا متعيّن لما تقدّم.
المزمّل [١ ـ ٢] (يا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلاً نِصْفَهُ أَوِ انْقُصْ مِنْهُ قَلِيلاً أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلاً.)
المزّمّل المتزمّل ، وهو الذي تزمّل في ثيابه أي تلفّف بها ، أدغم التّاء في الزاء لقرب المخرج كما هو المشهور ، وقرئ على الأصل ، والمزمّل بتخفيف الزاي وفتح الميم وكسرها (١) على أنّه اسم فاعل أو مفعول من زمّله غيره ، أو زمّل نفسه.
فقيل : وكان (٢) رسول الله صلىاللهعليهوآله نائما باللّيل متزمّلا في قطيفة فنبّه ونودي بما تهجن إليه الحالة الّتي كان عليها من استعداده للاشتغال في النّوم كما يفعل من
__________________
(١) نقل هذه الثلاثة في روح المعاني ج ٢٩ ص ١٠٠ والكشاف ج ٣ ص ٦٣٤ ونقل ابن خالويه المتزمل على الأصل والمزمل بكسر الميم في شواذ القرآن ص ١٦٤.
(٢) هذا النظر ذكره في الكشاف ج ٤ ص ٦٣٤ وتحامل عليه المفسرون لاجترائه على هذه النسبة إلى النبي صلىاللهعليهوآله مع ان خطاب الله تعالى إياه بهذا اللفظ انما كان للتأنيس والملاطفة على عادة العرب كما خاطب النبي صلىاللهعليهوآله عليا عليهالسلام بقوله قم يا أبا تراب.