السبرات ، ونقل الاقدام إلى الجماعات ، وانتظار الصلاة بعد الصلاة ، فذلكم الرباط.
(وَاتَّقُوا اللهَ) أن تخالفوه فيما يأمركم وينهاكم ، أو عذابه بلزوم أوامره واجتناب نواهيه (لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) لكي تظفروا وتفوزوا بنيل المنية. ودرك البغية في المجمع : هذه الآية تتضمّن جماع ما يتناوله التكليف ، لأن قوله (اصْبِرُوا) يتناول لزوم العبادات وتجنّب المحرمات (وَصابِرُوا) يتناول ما يتّصل بالغير كمجاهدة الجنّ والانس وما هو أعظم منها من جهاد النفس (وَرابِطُوا) يدخل فيه الدفاع عن المسلمين والذبّ عن الدّين و (اتَّقُوا اللهَ) يتناول الانتهاء عن جميع النواهي والزواجر ، والايتمار بجميع الأوامر ، ثمّ تبع جميع ذلك الفلاح والنجاح وبالله التوفيق.
السابعة عشرة (أُولئِكَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ مِنْ ذُرِّيَّةِ آدَمَ وَمِمَّنْ حَمَلْنا مَعَ نُوحٍ وَمِنْ ذُرِّيَّةِ إِبْراهِيمَ وَإِسْرائِيلَ وَمِمَّنْ هَدَيْنا وَاجْتَبَيْنا) (من الأمم قوم) (إِذا تُتْلى عَلَيْهِمْ آياتُ الرَّحْمنِ خَرُّوا سُجَّداً وَبُكِيًّا.)
فحذف لدلالة الكلام عليه عن أبى مسلم ، روي (١) عن علىّ بن الحسين عليهالسلام أنّه قال نحن عنينا بها ، وقيل : بل المراد الأنبياء الّذين تقدم ذكرهم ، فيحتمل العطف على من «الأول» والثانية (٢).
ثمّ إن جعلت «الّذين» فيما قبل خبرا لأولئك كان (إِذا تُتْلى) كلاما مستأنفا ، وإن جعلته صفة له كان خبرا ، فكأنه سبحانه بيّن أنهم مع جلالة قدرهم كانوا يسجدون ويبكون عند تلاوة آيات الله عليهم ، وهؤلاء العصاة ساهون لاعبون مع إحاطة السيّئات بهم ، وفيه من الترغيب في السجود والبكاء حينئذ ما لا يخفى ،
__________________
(١) المجمع ج ٣ ص ٥١٩.
(٢) قال المؤلف ره في الهامش : في الكشاف : عن رسول الله صلىاللهعليهوآله : اتلوا القرآن وابكوا فان لم تبكوا فتباكوا وعن صالح المري قال : قرأت القرآن على رسول الله فقال لي : يا صالح هذه القراءة فأين البكاء؟ أقول : راجع الكشاف ج ٣ ص ٢٥.