وعن النبيّ صلىاللهعليهوآله (١) من رابط يوما وليلة في سبيل الله كان كعدل صيام شهر وقيامه لا يفطر ولا ينفتل عن صلاته إلّا لحاجة.
وعلى هذا فيمكن الاستدلال على وجوب المرابطة المصطلحة مع الضرورة واستحبابها بدونها حملا للأمر على الرجحان لعدم صحّة الوجوب والاستحباب مطلقا مع الإجماع على الوجوب مع الضرورة فتأمّل.
وقيل : إنّ معنى رابطوا رابطوا الصلاة وانتظروها واحدة بعد واحدة ، لأن المرابطة لم يكن حينئذ ، روي ذلك عن علىّ عليهالسلام وعن جابر بن عبد الله وأبي سلمة بن عبد الرحمن وروي عن النبيّ صلىاللهعليهوآله (٢) أنّه سئل عن أفضل الأعمال فقال إسباغ الوضوء في
__________________
(١) انظر مضمون الحديث في الدر المنثور ج ٢ ص ١١٣ وص ١١٤ وكنز العمال ج ٤ من ص ١٩٥ الى ص ٢٠١ ومستدرك الوسائل ج ٢ ص ٢٤٦ ولفظ المصنف مروي في مستدرك الوسائل عن غوالي اللئالى والكشاف عند تفسير آخر سورة آل عمران وفي النسائي ج ٦ ص ٣٩ والبيهقي ج ٩ ص ٣٨ ومستدرك الحاكم ج ٢ ص ٨.
(٢) لم أظفر الى الان على الحديث بالوجه الذي نقله المصنف ففي اخبار الشيعة كون الثلاثة من الكفارات وليس فيها ذكر كونها من الرباط إلا في المروي عن دعائم الإسلام وهو في ط مصر ١٣٨٣ ج ١ ص ١٠٠ ونقله في المستدرك ج ١ ص ٥١ وليس في واحد من اخبارهم كونها أفضل الأعمال نعم في دعائم الإسلام كونها مما اختصم فيه الملإ الأعلى انظر في ذلك جامع أحاديث الشيعة ج ١ من ص ٩٢ الى ص ٩٣.
واما اخبار أهل السنة ففيها أيضا كون الثلاثة من الكفارات وفي مجمع الزوائد ج ١ ص ٢٣٧ انها مما اختصم فيه الملاء الأعلى وفي أكثرها كونها من الرباط ليس فيها ذكر كونها من أفضل الأعمال انظر في ذلك شرح النووي على صحيح مسلم ج ٣ ص ١٤١ وسنن البيهقي ج ١ ص ٨٢ وسنن ابن ماجة ص ١٣٨ وسنن الدارمي ج ١ ص ١٧٧ وتفسير الخازن ج ١ ص ٣١٢ وتفسير ابن كثير ج ١ ص ٤٤٤ تفسير الطبري ج ٤ ص ٢٢٢ والدر المنثور ج ٢ ص ١١٤.
ثم اللفظ في أكثر أخبار الشيعة إسباغ الوضوء في السبرات وفي اخبار أهل السنة إسباغ الوضوء في المكاره أو على المكاره إلا في الرقم ٣٤٧٢ من الجامع الصغير ج ٣ ص ٣٠٧ فيض القدير ففيه إسباغ الوضوء في السبرات وكذا في مجمع الزوائد ج ١ ص ٢٣٧ والسبرات جمع سبرة بسكون الموحدة وهي شدة البرد كسجدة وسجدات.