٣٨٤ ـ هَوِيتَ سناء مستطاباً مُجدَّدا |
|
فلم تخلُ من تمهيد مجد وسوددا |
واُجيب بأن ذلك على إضمار عامل يدل عليه المذكور ، أي : وجعل الشمس ، ومهدت سوددا ، أو يكون «سوددا» مفعولاً معه ، ويشهد للتقدير في الآية أن الوصف فيها بمعنى الماضي ، والماضي المجرد من «أل» لايعمل النصب ويوضح لك مضيه قوله تعالى : (وَمِنْ رَحْمَتِهِ جَعَلَ لَكُمُ الّيْلَ وَالنَّهارَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلّكُمْ تَشْكُرُونَ) (القصص / ٧٣) وجوز الزمخشري كون «الشمس» معطوفاً على محل «الليل» وزعم مع ذلك أن الجعل مراد منه فعل مستمر في الأزمنة لا الزمن الماضي بخصوصيته مع نصه في (مالِكِ يَوْمِ الدِّينِ) (الفاتحة / ٤) على أنه إذا حمل على الزمن المستمر كان بمنزلته إذا حمل على الماضي في أن إضافته محضة.
والثالث : العطف على التوهم ، نحو : «ليس زيد قائماً ولاقاعد» بالخفض على توهم دخول الباء في الخبر ، وشرط جوازه صحة دخول ذلك العامل المتوهم ، وشرط حسنه كثرة دخوله هناك ، ولهذا حسن قول زهير :
٣٨٥ـ بدالي أني لست مدرك مامضى |
|
ولاسابق شيئا إذا كان جائيا (١) |
ولم يحسن قول الآخر : (٢)
٣٨٦ ـ وما كنت ذا نيرب فيهم |
|
ولامُنمِش فيهم مُنمِل |
لقلة دخول الباء على خبر «كان» بخلاف خبري «ليس وما» والنيرب : النميمة ، والمنمل : الكثير النميمة ، والمنمش : المفسد ذات البين.
وكما وقع هذا العطف في المجرور ، وقع في أخيه المجزوم ، ووقع أيضا في
__________________
١ ـ تقدم برقم ٢٢١ و ٣٧٥.
٢ ـ شرح شواهد المغني : ٢ / ٨٦٩. لم يسم قائله.