والرابع : أنه لايعمل فيه إلا الابتداء أو أحد نواسخه.
والخامس : أنه ملازم للإفراد ، فلايثنى ولايجمع ، وإن فسر بحديثين أو أحاديث. وإذا تقرر هذا ، علم : أنه لاينبغي الحمل عليه إذا أمكن غيره ، ومن ثم ، ضعف قول كثير من النحويين : إن اسم «أن» المفتوحة المخففة ضمير شأن ، والأولى أن يعاد على غيره إذا أمكن ، ويؤيده قول سيبويه في (أَنْ يا إبْراهِيمُ قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤيا) (الصافات / ١٠٤ و ١٠٥) : إن تقديره : أنك.
الخامس : أن يجر بـ «رب» مفسَّراً بتمييز ، وحكمه حكم ضمير «نعم وبئس» في وجوب كون مفسره تمييزاً وكونه هو مفرداً ، قال : (١)
٣٩١ ـ رُبَّه فِتيةً دعوتُ إلى ما |
|
يُورث المجدَ دائباً فأجابوا |
ولكنه يلزم أيضاً التذكير ، فيقال : «ربّه امرأة» لا رُبَّها ، ويقال : «نعمت امرأةً هند» وأجاز الكوفيون مطابقته للتمييز في التأنيث والتثنية والجمع ، وليس بمسموع.
السادس : أن يكون مبدلا منه الظاهر المفسر له ، كـ «ضربته زيداً» قال ابن عصفور : أجازه الأخفش ومنعه سيبويه ، وقال ابن كيسان : هو جائز بإجماع ، نقله عنه ابن مالك.
السابع : أن يكون متصلا بفاعل مقدم ، ومفسره مفعول مؤخركـ «ضرب غلامه زيداً» ، أجازه الأخفش وأبو الفتح وأبو عبدالله الطُوال من الكوفيين ، ومن شواهده قوله : (٢)
__________________
١ ـ لم يسم قائله. شرح شواهد المغني : ٢ / ٨٧٤.
٢ ـ لم يسم قائله. شرح شواهد المغني : ٢ / ٨٧٥.