مثله.
والشرطية ستأتي في بيان القادر. ويدلّ على بطلان التالي وجهان :
الأوّل : لو كان قادرا فإمّا أن يقدر على الايجاد في الأزل أو لا ، والأوّل محال ؛ لأنّ معنى الايجاد الاخراج من العدم إلى الوجود ، وذلك ينافي الأزلية. والثاني أيضا محال ؛ لأنّ عدم تمكّنه من ذلك ليس لعدم المقتضي ، لأنّه إخراج له عن القادرية ولا لوجود المانع ، لأنّ المانع إن كان واجبا لذاته امتنع زواله ، وإن كان ممكنا فلا بدّ له من مؤثر ، فذلك المؤثر إن كان قادرا كان ذلك المانع حادثا فلا يكون الامتناع أزليا وقد فرض كذلك ، هذا خلف. وإن كان موجبا لزم من دوام الموجب دوام ذلك المانع فكان ينبغي أن لا يصحّ وجود العالم. فالقول بكون المؤثر قادرا يفضي إلى هذه المحالات.
الثاني : القادر إذا أوجد الفعل فإمّا أن تبقى قادريته على إيجاد ذلك الفعل أو لا تبقى ، والقسمان باطلان ، فالقول بكونه قادرا باطل.
أمّا بطلان بقاء تلك القادرية : أنّه كان قبل وجود الفعل قادرا على إيجاد ذلك الفعل فلو بقيت تلك القادرية لكان قادرا على إيجاد ذلك الفعل بعد وجوده فيكون ذلك إيجادا للموجود ، وأنّه محال.
وبيان استحالة زوال تلك القادرية : أنّ قادرية الله تعالى على إيجاد ذلك الفعل كانت ثابتة في (١) الأزل إلى الآن ، وإلّا كانت قادرية الله تعالى على إيجاد ذلك الفعل متجددة وذلك باطل اتّفاقا ، فإذا وجد الفعل فلو لم تتعلق قدرته تعالى بذلك الفعل كان ذلك زوالا لذلك التعلّق الثابت من الأزل إلى الآن فيكون ذلك عدما للقديم ، وهو محال.
__________________
(١) كذا.