لأنّا نقول : لمّا منعنا أن تكون لعدم الآن بداية يكون هو فيها معدوما ، فليس منعنا ذلك لأجل أنّ طبيعة العدم لا تتقرر في الآن ، بل كان المراد منه بيان أنّه لا يجب في كلّ شيء أن تكون له بداية تكون ماهيته محصّلة في تلك البداية. ولمّا ثبت أنّ ذلك معقول في الجملة فهنا لا يمكننا أن نوجب لعدم الآن بداية يكون هو فيها معدوما إلّا بعد تجويز تتالي الآنات ، وهو مصادرة على المطلوب.
قال الشيخ : (١)
__________________
(١) في هامش النسخ : «إلى هاهنا كان كذا». فالنسخ التي بأيدينا تنتهي بهذا المقدار من كتاب «نهاية المرام في علم الكلام» وهي كما ترى ناقصة ، ولم نعثر إلى الآن على نسخة كاملة من هذا الكتاب القيّم. وأملنا تحصيلها وتحقيقها في القريب العاجل إن شاء الله تعالى ، ولمن يرشدنا إلى مكانها مزيدا من الشكر والدعاء.
والحمد لله رب العالمين.