وَيُحِبُّونَهُ) قال : ناس من أهل اليمن ، ثم من كندة ، ثم من السّكون (١).
وحدثنا أبي ، حدثنا محمد بن المصفى ، حدثنا معاوية يعني ابن حفص ، عن أبي زياد الحلفاني ، عن محمد بن المنكدر ، عن جابر بن عبد الله ، قال : سئل رسول الله صلىاللهعليهوسلم عن قوله (فَسَوْفَ يَأْتِي اللهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ). قال «هؤلاء قوم من أهل اليمن ، ثم من كندة ، ثم من السكون ، ثم من تجيب» ، وهذا حديث غريب جدا.
وقال ابن أبي حاتم : حدثنا عمر بن شبة ، حدثنا عبد الصمد يعني ابن عبد الوارث ، حدثنا شعبة عن سماك ، سمعت عياضا يحدث عن أبي موسى الأشعري ، قال : لما نزلت (فَسَوْفَ يَأْتِي اللهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ) قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم «هم قوم هذا». ورواه ابن جرير (٢) من حديث شعبة بنحوه.
وقوله تعالى : (أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكافِرِينَ) هذه صفات المؤمنين الكمل أن يكون أحدهم متواضعا لأخيه ووليه ، متعززا على خصمه وعدوه ، كما قال تعالى : (مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَماءُ بَيْنَهُمْ) وفي صفة رسول الله صلىاللهعليهوسلم أنه الضحوك القتال ، فهو ضحوك لأوليائه قتال لأعدائه.
وقوله عزوجل (يُجاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ وَلا يَخافُونَ لَوْمَةَ لائِمٍ) أي لا يردهم عما هم فيه من طاعة الله ، وإقامة الحدود ، وقتال أعدائه ، والأمر بالمعروف ، والنهي عن المنكر ، لا يردهم عن ذلك راد ، ولا يصدهم عنه صاد ، ولا يحيك فيهم لوم لائم ، ولا عذل عاذل.
قال الإمام أحمد (٣) : حدثنا عفان ، حدثنا سلام أبو المنذر عن محمد بن واسع ، عن عبد الله بن الصامت ، عن أبي ذر ، قال : أمرني خليلي صلىاللهعليهوسلم بسبع : أمرني بحب المساكين والدنو منهم ، وأمرني أن أنظر إلى من هو دوني ، ولا أنظر إلى من هو فوقي ، وأمرني أن أصل الرحم وإن أدبرت ، وأمرني أن لا أسأل أحدا شيئا ، وأمرني أن أقول الحق وإن كان مرا ، وأمرني أن لا أخاف في الله لومة لائم ، وأمرني أن أكثر من قول لا حول ولا قوة إلا بالله ، فإنهن من كنز تحت العرش.
وقال الإمام أحمد (٤) أيضا : حدثنا أبو المغيرة ، حدثنا صفوان عن أبي المثنى ، أن أبا ذر رضي الله عنه ، قال : بايعني رسول الله صلىاللهعليهوسلم خمسا ، وواثقني سبعا ، وأشهد الله علي سبعا ـ أني
__________________
(١) هو بنو السّكون بن أشرس بن ثور. بطن من كندة من القحطانية. (معجم قبائل العرب القديمة والحديثة ٢ / ٥٢٨)
(٢) تفسير الطبري ٤ / ٦٢٤.
(٣) مسند أحمد ٥ / ١٥٩.
(٤) مسند أحمد ٥ / ١٧٢.