عن سالم ، عن جابان ، عن عبد الله بن عمرو به (١) ، وقد رواه أيضا عن غندر وغيره ، عن شعبة ، عن منصور ، عن سالم ، عن نبيط بن شريط ، عن جابان ، عن عبد الله بن عمرو ، عن النبي صلىاللهعليهوسلم قال «لا يدخل الجنة منان ، ولا عاق والديه ، ولا مدمن خمر» (٢). ورواه النسائي من حديث شعبة كذلك ، ثم قال : ولا نعلم أحدا تابع شعبة عن نبيط بن شريط. وقال البخاري : لا يعرف لجابان سماع عن عبد الله ، ولا لسالم من جابان ولا نبيط ، وقد روي هذا الحديث من طريق مجاهد عن ابن عباس ، ومن طريقه أيضا عن أبي هريرة ، فالله أعلم.
وقال الزهري : حدثني أبو بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام أن أباه قال : سمعت عثمان بن عفان يقول اجتنبوا الخمر فإنها أم الخبائث إنه كان رجل فيمن خلا قبلكم يتعبد ويعتزل الناس فعلقته امرأة غوية فأرسلت إليه جاريتها فقالت إنّا ندعوك لشهادة فدخل معها فطفقت كلما دخل بابا أغلقته دونه حتى أفضى إلى امرأة وضيئة عندها غلام وباطية خمر فقالت إني والله ما دعوتك لشهادة ولكن دعوتك لتقع علي أو تقتل هذا الغلام أو تشرب هذا الخمر فسقته كأسا فقال زيدوني فلم يرم حتى وقع عليها وقتل النفس فاجتنبوا الخمر فإنها لا تجتمع هي والإيمان أبدا إلا أو شك أحدهما أن يخرج صاحبه. رواه البيهقي وهذا إسناد صحيح وقد رواه أبو بكر بن أبي الدنيا في كتابه ذم المسكر عن محمد بن عبد الله بن بزيع عن الفضيل بن سليمان النميري عن عمر بن سعيد عن الزهري به مرفوعا والموقوف أصح والله أعلم وله شاهد في الصحيحين عن رسول اللهصلىاللهعليهوسلم أنه قال «لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن ولا يسرق سرقة حين يسرقها وهو مؤمن ولا يشرب الخمر حين يشربها وهو مؤمن».
وقال أحمد بن حنبل (٣) : حدثنا أسود بن عامر ، حدثنا إسرائيل عن سماك ، عن عكرمة ، عن ابن عباس قال : لما حرمت الخمر قال ناس : يا رسول الله ، أصحابنا الذين ماتوا وهم يشربونها ، فأنزل الله (لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ جُناحٌ فِيما طَعِمُوا) إلى آخر الآية ، ولما حولت القبلة قال ناس : يا رسول الله ، إخواننا الذين ماتوا وهم يصلون إلى بيت المقدس ، فأنزل الله (وَما كانَ اللهُ لِيُضِيعَ إِيمانَكُمْ).
وقال الإمام أحمد (٤) : حدثنا داود بن مهران الدباغ ، حدثنا داود يعني العطار عن أبي خثيم ، عن شهر بن حوشب ، عن أسماء بنت يزيد أنها سمعت النبي صلىاللهعليهوسلم يقول «من شرب الخمر لم يرض الله عنه أربعين ليلة ، إن مات مات كافرا ، وإن تاب تاب الله عليه ، وإن عاد كان حقا على الله أن يسقيه من طينة الخبال» قالت : قلت : يا رسول الله ، وما طينة الخبال؟ قال «صديد
__________________
(١) مسند أحمد ٢ / ١٦٤.
(٢) مسند أحمد ٢ / ٢٠١.
(٣) مسند أحمد ١ / ٢٩٥.
(٤) مسند أحمد ٦ / ٤٦٠.