وكذا رواه الحاكم عن الأصم عن أحمد بن عبد الجبار عن أبي بكر بن عياش به ، وقال : صحيح ولم يخرجاه ، وهكذا رواه أبو جعفر الرازي وورقاء وعمرو بن أبي قيس ، عن عاصم عن أبي وائل شقيق سلمة عن ابن مسعود مرفوعا به نحوه ، وكذا رواه يزيد بن هارون ومسدد والنسائي ، عن يحيى بن حبيب بن عربي وابن حبان من حديث ابن وهب ، أربعتهم عن حماد بن زيد عن عاصم عن أبي وائل عن ابن مسعود به ، وكذا رواه ابن جرير عن المثنى عن الحماني عن حماد بن زيد به ، ورواه الحاكم عن أبي بكر بن إسحاق عن إسماعيل بن إسحاق القاضي عن سليمان بن حرب عن حماد بن زيد به كذلك ، وقال : صحيح ولم يخرجاه. وقد روى هذا الحديث النسائي والحاكم من حديث أحمد بن عبد الله بن يونس ، عن أبي بكر بن عياش عن عاصم عن زر عن عبد الله بن مسعود به مرفوعا ، وكذا رواه الحافظ أبو بكر بن مردويه من حديث يحيى الحماني عن أبي بكر بن عياش عن عاصم عن زر به ، فقد صححه الحاكم كما رأيت من الطريقين ، ولعل هذا الحديث عن عاصم بن أبي النجود عن زر وعن أبي وائل شقيق بن سلمة ، كلاهما عن ابن مسعود به والله أعلم.
وقال الحاكم : وشاهد هذا الحديث حديث الشعبي ، عن جابر من وجه غير معتمد ، يشير إلى الحديث الذي قال الإمام أحمد وعبد بن حميد واللفظ لأحمد : حدثنا عبد الله بن محمد وهو أبو بكر بن أبي شيبة ، أنبأنا أبو خالد الأحمر عن مجاهد عن الشعبي عن جابر ، قال : كنا جلوسا عند النبي صلىاللهعليهوسلم فخط خطاّ هكذا أمامه فقال «هذا سبيل الله» وخطين عن يمينه وخطين عن شماله وقال «هذه سبل الشيطان» ثم وضع يده في الخط الأوسط ، ثم تلا هذه الآية (وَأَنَّ هذا صِراطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) (١) ورواه أحمد وابن ماجة : في كتاب السنة من سننه ، والبزار عن أبي سعيد عبد الله بن سعيد عن أبي خالد الأحمر به ، قلت : ورواه الحافظ ابن مردويه من طريقين عن أبي سعيد الكندي ، حدثنا أبو خالد عن مجالد عن الشعبي عن جابر ، قال : خط رسول الله صلىاللهعليهوسلم خطا ، وخط عن يمينه خطا وخط عن يساره خطا ، ووضع يده على الخط الأوسط ، وتلا هذه الآية (وَأَنَّ هذا صِراطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ) ولكن العمدة على حديث ابن مسعود مع ما فيه من الاختلاف إن كان مؤثرا ، وقد روي موقوفا عليه.
قال ابن جرير (٢) : حدثنا محمد بن عبد الأعلى ، حدثنا محمد بن ثور عن معمر عن أبان عن عثمان ، أن رجلا قال لابن مسعود ما الصراط المستقيم؟ قال : تركنا محمد صلىاللهعليهوسلم في أدناه وطرفه في الجنة ، وعن يمينه جواد وعن يساره جواد ثم رجال يدعون من مر بهم ، فمن أخذ في
__________________
(١) مسند أحمد ٣ / ٣٩٧.
(٢) تفسير الطبري ٥ / ٣٩٧.