صحيح عن قتادة عن محمد بن سيرين : أن تميما الداري اشترى رداء بألف وكان يصلي فيه ، وقوله تعالى (وَكُلُوا وَاشْرَبُوا) الآية ، قال بعض السلف جمع الله الطب كله في نصف آية (وَكُلُوا وَاشْرَبُوا) (١) (وَلا تُسْرِفُوا) وقال البخاري قال ابن عباس : كل ما شئت والبس ما شئت ما أخطأتك خصلتان سرف ومخيلة.
وقال ابن جرير (٢) : حدثنا محمد بن عبد الأعلى ، حدثنا محمد بن ثور عن معمر عن ابن طاوس عن أبيه عن ابن عباس قال : أحل الله الأكل والشرب ما لم يكن سرفا أو مخيلة ، إسناده صحيح ، وقال الإمام أحمد (٣) : حدثنا بهز ، حدثنا همام عن قتادة عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده ، أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال : «كلوا واشربوا والبسوا وتصدقوا من غير مخيلة ولا سرف ، فإن الله يحب أن يرى نعمته على عبده» ورواه النسائي وابن ماجة من حديث قتادة عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده عن النبي صلىاللهعليهوسلم قال «كلوا وتصدقوا والبسوا في غير إسراف ولا مخيلة»(٤).
وقال الإمام أحمد (٥) : حدثنا أبو المغيرة ، حدثنا سليمان بن سليم الكناني ، حدثنا يحيى بن جابر الطائي سمعت المقدام بن معديكرب الكندي ، قال : سمعت رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقول «ما ملأ ابن آدم وعاء شرا من بطنه حسب ابن آدم أكلات يقمن صلبه فإن كان فاعلا لا محالة ، فثلث لطعامه وثلث لشرابه وثلث لنفسه» (٦) ورواه النسائي والترمذي من طرق عن يحيى بن جابر به ، وقال الترمذي : حسن وفي نسخة حسن صحيح.
وقال الحافظ أبو يعلى الموصلي في مسنده : حدثنا سويد بن عبد العزيز ، حدثنا بقية عن يوسف بن أبي كثير عن نوح بن ذكوان عن الحسن عن أنس بن مالك قال : قال رسول اللهصلىاللهعليهوسلم «إن من السرف أن تأكل كل ما اشتهيت» ورواه الدار قطني في الأفراد ، وقال : هذا حديث غريب تفرد به بقية ، وقال السدي : كان الذين يطوفون بالبيت عراة يحرمون عليهم الودك ما أقاموا في الموسم ، فقال الله تعالى لهم : (كُلُوا وَاشْرَبُوا) الآية ، يقول لا تسرفوا في التحريم(٧) ، وقال مجاهد : أمرهم أن يأكلوا ويشربوا مما رزقهم الله ، وقال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم
__________________
ـ وأحمد في المسند ٥ / ١٠ ، ١٢ ، ١٣ ، ١٧ ، ١٨ ، ١٩ ، ٢١.
(١) أخرجه البخاري في اللباس باب ١.
(٢) تفسير الطبري ٥ / ٤٧١.
(٣) المسند ٢ / ١٨١ ، ١٨٢.
(٤) أخرجه ابن ماجة في اللباس باب ٢٣ ، والبخاري في اللباس باب ١ ، والنسائي في الزكاة باب ٦٦.
(٥) المسند ٤ / ١٣٢.
(٦) أخرجه الترمذي في الزهد باب ٤٧.
(٧) انظر تفسير الطبري ٥ / ٤٧٢.