ثم قرأ رسول الله صلىاللهعليهوسلم ـ (لا تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوابُ السَّماءِ وَلا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِياطِ) فيقول الله عزوجل : اكتبوا كتابه في سجين في الأرض السفلى ، فتطرح روحه طرحا ـ ثم قرأ ـ (وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللهِ فَكَأَنَّما خَرَّ مِنَ السَّماءِ فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ فِي مَكانٍ سَحِيقٍ) [الحج : ٣١] فتعاد روحه في جسده ويأتيه ملكان فيجلسانه فيقولان له من ربك فيقول هاه هاه لا أدري فيقولان : ما دينك؟ فيقول هاه هاه لا أدري فيقولان : ما هذا الرجل الذي بعث فيكم؟ فيقول : هاه هاه لا أدري فينادي مناد من السماء أن كذب عبدي فأفرشوه من النار وافتحوا له بابا إلى النار فيأتيه من حرها وسمومها ويضيق عليه قبره حتى تختلف فيه أضلاعه ويأتيه رجل قبيح الوجه قبيح الثياب منتن الريح فيقول أبشر بالذي يسوؤك هذا يومك الذي كنت توعد فيقول من أنت فوجهك الوجه يجيء بالشر؟ فيقول : أنا عملك الخبيث فيقول رب لا تقم الساعة».
وقال الإمام أحمد (١) أيضا : حدثنا عبد الرزاق حدثنا معمر عن يونس بن خباب عن المنهال بن عمرو عن زاذان عن البراء بن عازب قال : خرجنا مع رسول الله صلىاللهعليهوسلم إلى جنازة فذكر نحوه وفيه حتى إذا خرج روحه صلّى عليه كل ملك السماء والأرض وكل ملك في السماء ، وفتحت له أبواب السماء ليس من أهل باب إلا وهم يدعون الله عزوجل أن يعرج بروحه من قبلهم ، وفي آخره ثم يقيض له أعمى أصم أبكم في يده مرزبة لو ضرب بها جبل كان ترابا فيضربه ضربة فيصير ترابا ثم يعيده الله عزوجل كما كان فيضربه ضربة أخرى فيصيح صيحة يسمعها كل شيء إلا الثقلين ، قال البراء : ثم يفتح له باب من النار ويمهد له فرش من النار.
وفي الحديث الذي رواه الإمام أحمد والنسائي وابن ماجة وابن جرير واللفظ له من حديث محمد بن عمرو بن عطاء ، عن سعيد بن يسار عن أبي هريرة أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال «الميت تحضره الملائكة فإذا كان الرجل الصالح قالوا : اخرجي أيتها النفس المطمئنة كانت في الجسد الطيب اخرجي حميدة وأبشري بروح وريحان ورب غير غضبان ، فيقولون ذلك حتى يعرج بها إلى السماء فيستفتح لها فيقال من هذا؟ فيقولون فلان فيقال مرحبا بالنفس الطيبة التي كانت في الجسد الطيب أدخلي حميدة وأبشري بروح وريحان ورب غير غضبان.
فيقال لها ذلك حتى ينتهى بها إلى السماء التي فيها الله عزوجل ، وإذا كان الرجل السوء قالوا اخرجي أيتها النفس الخبيثة كانت في الجسد الخبيث اخرجي ذميمة وأبشري بحميم وغساق وآخر من شكله أزواج ، فيقولون ذلك حتى تخرج ثم يعرج بها إلى السماء ، فيستفتح لها فيقال من هذا؟ فيقولون فلان فيقولون لا مرحبا بالنفس الخبيثة التي كانت في الجسد الخبيث ارجعي ذميمة فإنه لم يفتح لك أبواب السماء فترسل بين السماء والأرض فتصير إلى
__________________
(١) المسند ٤ / ٢٩٥ ، ٢٩٦.