قال أبو جعفر بن جرير الطبري (١) في تفسير هذه الآية : حدثنا أحمد بن سهيل الواسطي حدثنا قرة بن عيسى حدثنا الأعمش عن رجل عن أنس عن النبي صلىاللهعليهوسلم قال : لما تجلى ربه للجبل أشار بإصبعه فجعله دكا. وأرانا أبو إسماعيل بإصبعه السبابة ، هذا الإسناد فيه رجل مبهم لم يسم ، ثم قال (٢) : حدثني المثنى ، حدثنا حجاج بن منهال ، حدثنا حماد عن ليث عن أنس أن النبيصلىاللهعليهوسلم قرأ هذه الآية (فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا) قال : هكذا بإصبعه ، ووضع النبيصلىاللهعليهوسلم إصبعه الإبهام على المفصل الأعلى من الخنصر ، فساخ الجبل.
هكذا وقع في هذه الرواية حماد بن سلمة عن ليث عن أنس والمشهور حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس كما قال ابن جرير (٣) : حدثني المثنى حدثنا هدبة بن خالد حدثنا حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس قال قرأ رسول الله صلىاللهعليهوسلم (فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا) قال : «ووضع الإبهام قريبا من طرف خنصره» ، قال : «فساخ الجبل» قال حميد لثابت يقول هكذا فرفع ثابت يده فضرب صدر حميد وقال يقوله رسول الله صلىاللهعليهوسلم ويقوله أنس وأنا أكتمه؟
وهكذا رواه الإمام أحمد (٤) في مسنده حدثنا أبو المثنى معاذ بن معاذ العنبري حدثنا حماد بن سلمة حدثنا ثابت البناني عن أنس بن مالك عن النبي صلىاللهعليهوسلم في قوله (فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَل) قال : قال «هكذا» يعني أنه أخرج طرف الخنصر قال أحمد : أرانا معاذ فقال له حميد الطويل : ما تريد إلى هذا يا أبا محمد؟ قال فضرب صدره ضربة شديدة وقال من أنت يا حميد وما أنت يا حميد؟ يحدثني به أنس بن مالك عن النبي صلىاللهعليهوسلم يقول ما تريد إليه؟.
وهكذا رواه الترمذي (٥) في تفسير هذه الآية عن عبد الوهاب بن الحكم الوراق عن معاذ بن معاذ به وعن عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي عن سليمان بن حرب عن حماد بن سلمة به ثم قال : هذا حديث حسن صحيح غريب لا نعرفه إلا من حديث حماد وهكذا رواه الحاكم في مستدركه من طرق عن حماد بن سلمة به وقال : هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه.
ورواه أبو محمد بن الحسن بن محمد بن علي الخلال عن محمد بن علي بن سويد عن أبي القاسم البغوي عن هدبة بن خالد عن حماد بن سلمة فذكره وقال هذا إسناد صحيح لا علة فيه ، وقد رواه داود بن المحبر عن شعبة عن ثابت عن أنس مرفوعا وهذا ليس بشيء ، لأن داود بن المحبر كذاب ، رواه الحافظان أبو القاسم الطبراني وأبو بكر بن مردويه من طريقين عن
__________________
(١) تفسير الطبري ٦ / ٥٤.
(٢) تفسير الطبري ٦ / ٥٤.
(٣) تفسير الطبري ٦ / ٥٤.
(٤) المسند ٣ / ١٢٥.
(٥) كتاب التفسير ، تفسير سورة ٧ ، باب ١.