الأسود بن سريع فذكره ولم يذكر قول الحسن البصري واستحضاره الآية عند ذلك ، وقد وردت أحاديث في أخذ الذرية من صلب آدم عليهالسلام وتمييزهم إلى أصحاب اليمين وأصحاب الشمال ، وفي بعضها الاستشهاد عليهم بأن الله ربهم.
قال الإمام أحمد (١) حدثنا حجاج حدثنا شعبة عن أبي عمران الجوني عن أنس بن مالك رضي الله عنه عن النبي صلىاللهعليهوسلم قال «يقال للرجل من أهل النار يوم القيامة أرأيت لو كان لك ما على الأرض من شيء أكنت مفتديا به قال : فيقول : نعم فيقول : قد أردت منك أهون من ذلك قد أخذت عليك في ظهر آدم أن لا تشرك بي شيئا فأبيت إلا أن تشرك بي» (٢) أخرجاه في الصحيحين من حديث شعبة به.
حديث آخر : قال الإمام أحمد (٣) حدثنا حسين بن محمد حدثنا جرير يعني ابن حازم عن كلثوم بن جبر عن سعيد بن جبير عن ابن عباس عن النبي صلىاللهعليهوسلم قال «إن أخذ الله الميثاق من ظهر آدم عليهالسلام بنعمان يوم عرفة فأخرج من صلبه كل ذرية ذرأها فنثرها بين يديه ثم كلمهم قبلا قال : (أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قالُوا بَلى شَهِدْنا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هذا غافِلِينَ أَوْ تَقُولُوا ـ إلى قوله ـ الْمُبْطِلُونَ) وقد روى هذا الحديث النسائي في كتاب التفسير من سننه عن محمد بن عبد الرحيم صاعقة عن حسين بن محمد المروزي به ، ورواه ابن جرير وابن أبي حاتم من حديث حسين بن محمد به ، إلا أن ابن أبي حاتم جعله موقوفا ، وأخرجه الحاكم في مستدركه من حديث حسين بن محمد وغيره عن جرير بن حازم عن كلثوم بن جبر به ، وقال : صحيح الإسناد ولم يخرجاه وقد احتج مسلم بكلثوم بن جبر ، هكذا قال ، وقد رواه عبد الوارث عن كلثوم بن جبر عن سعيد بن جبير عن ابن عباس فوقفه ، وكذا رواه إسماعيل ابن علية ووكيع عن ربيعة بن كلثوم عن جبر عن أبيه به ، وكذا رواه عطاء بن السائب وحبيب بن أبي ثابت وعلي بن بذيمة عن سعيد بن جبير عن ابن عباس وكذا رواه العوفي وعلي بن أبي طلحة عن ابن عباس فهذا أكثر وأثبت والله أعلم.
وقال ابن جرير (٤) : حدثنا ابن وكيع حدثنا أبي عن أبي هلال عن أبي حمزة الضبعي عن ابن عباس قال أخرج الله ذرية آدم من ظهره كهيئة الذر وهو في أذى من الماء.
وقال أيضا (٥) : حدثنا علي بن سهل حدثنا ضمرة بن ربيعة حدثنا أبو مسعود عن جرير قال مات ابن الضحاك بن مزاحم ابن ستة أيام قال : فقال : يا جابر إذا أنت وضعت ابني في لحده
__________________
(١) المسند ٣ / ١٢٧.
(٢) أخرجه مسلم في المنافقين حديث ٥١.
(٣) المسند ١ / ٢٧٢.
(٤) تفسير الطبري ٦ / ١١١.
(٥) تفسير الطبري ٦ / ١١١ ، ١١٢.