الحديث ، وفي آخره : فمر غلام للمغيرة بن شعبة وذكره ، وهذا الإطلاق في هذه الروايات محمول على التقييد بساعتكم في حديث عائشة رضي الله عنها.
وقال ابن جريج : أخبرني أبو الزبير أنه سمع جابر بن عبد الله يقول : سمعت رسول اللهصلىاللهعليهوسلم يقول قبل أن يموت بشهر «تسألوني عن الساعة ، وإنما علمها عند الله ، وأقسم بالله ما على ظهر الأرض اليوم من نفس منفوسة تأتي عليها مائة سنة». رواه مسلم (١).
وفي الصحيحين عن ابن عمر مثله ، قال ابن عمر : وإنما أراد رسول الله صلىاللهعليهوسلم انخرام ذلك القرن (٢). وقال الإمام أحمد (٣) : حدثنا هشيم ، أنبأنا العوام عن جبلة بن سحيم عن موثر بن عفارة عن ابن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلىاللهعليهوسلم قال «لقيت ليلة أسري بي إبراهيم وموسى وعيسى ، فتذاكروا أمر الساعة ـ قال ـ فردوا أمرهم إلى إبراهيم عليهالسلام ، فقال لا علم لي بها ، فردوا أمرهم إلى موسى فقال لا علم لي بها فردوا أمرهم إلى عيسى فقال عيسى : أما وجبتها فلا يعلم بها أحد إلا الله عزوجل ، وفيما عهد إلي ربي عزوجل أن الدجال خارج ـ قال ـ ومعي قضيبان ، فإذا رآني ذاب كما يذوب الرصاص ، قال : فيهلكه الله عزوجل إذا رآني حتى إن الشجر والحجر يقول : يا مسلم إن تحتي كافرا فتعال فاقتله.
قال : فيهلكهم الله عزوجل ثم يرجع الناس إلى بلادهم وأوطانهم ، قال : فعند ذلك يخرج يأجوج ومأجوج وهم من كل حدب ينسلون ، فيطئون بلادهم لا يأتون على شيء إلا أهلكوه ولا يمرون على ماء إلا شربوه : قال : ثم يرجع الناس إلي فيشكونهم فأدعو الله عزوجل عليهم فيهلكهم ويميتهم حتى تجوى الأرض من نتن ريحهم أي تنتن ، قال : فينزل الله عزوجل المطر فيجترف أجسادهم حتى يقذفهم في البحر.
قال الإمام أحمد : قال يزيد بن هارون : ثم تنسف الجبال وتمد الأرض مد الأديم ، ثم رجع إلى حديث هشيم ، قال : ففيما عهد إلي ربي عزوجل أن ذلك إذا كان كذلك ، فإن الساعة كالحامل المتمم لا يدري أهلها متى تفاجئهم بولادتها ليلا أو نهارا ، ورواه ابن ماجة عن بندار عن يزيد بن هارون عن العوام بن حوشب بسنده نحوه ، فهؤلاء أكابر أولي العزم من المرسلين ليس عندهم علم بوقت الساعة على التعيين ، وإنما ردوا الأمر إلى عيسى عليهالسلام ، فتكلم على أشراطها لأنه ينزل في آخر هذه الأمة منفذا لأحكام رسول الله صلىاللهعليهوسلم ويقتل المسيح الدجال ، ويجعل الله هلاك يأجوج ومأجوج ببركة دعائه ، فأخبر بما أعلمه الله تعالى به.
__________________
(١) كتاب فضائل الصحابة حديث ٢١٧.
(٢) أخرجه مسلم في فضائل الصحابة حديث ٢١٦ ، وأبو داود في الملاحم باب ١٧ ، والترمذي في الفتن باب ٦٤.
(٣) المسند ١ / ٣٧٥.