رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال «إنها ستكون فتنة القاعد فيها خير من القائم ، والقائم خير من الماشي ، والماشي خير من الساعي» قال : أفرأيت إن دخل عليّ بيتي فبسط يده إليّ ليقتلني فقال «كن كابن آدم».
وكذا رواه الترمذي عن قتيبة بن سعيد وقال : هذا حديث حسن ، وفي الباب عن أبي هريرة وخباب بن الأرت وأبي بكر وابن مسعود وأبي واقد وأبي موسى وخرشة ورواه بعضهم عن الليث بن سعد وزاد في الإسناد رجلا ، قال الحافظ ابن عساكر : الرجل هو حسين الأشجعي ، قلت : وقد رواه أبو داود (١) من طريقه فقال : حدثنا يزيد بن خالد الرملي ، حدثنا الفضل عن عياش بن عباس ، عن بكير عن بشر بن سعيد ، عن حسين بن عبد الرحمن الأشجعي أنه سمع سعد بن أبي وقاص عن النبي صلىاللهعليهوسلم في هذا الحديث قال : فقلت : يا رسول الله أرأيت إن دخل بيتي وبسط يده ليقتلني؟ قال : فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم «كن كابن (٢) آدم» وتلا يزيد (لَئِنْ بَسَطْتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي ما أَنَا بِباسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لِأَقْتُلَكَ إِنِّي أَخافُ اللهَ رَبَّ الْعالَمِينَ).
قال أيوب السختياني : إن أول من أخذ بهذه الآية من هذه الأمة (لَئِنْ بَسَطْتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي ما أَنَا بِباسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لِأَقْتُلَكَ إِنِّي أَخافُ اللهَ رَبَّ الْعالَمِينَ) لعثمان بن عفان رضي الله عنه ، رواه ابن أبي حاتم.
وقال الإمام أحمد (٣) : حدثنا ابن حزم ، حدثني أبو عمران الجوني عن عبد الله بن الصامت ، عن أبي ذر ، قال : ركب النبي صلىاللهعليهوسلم حمارا وأردفني خلفه وقال «يا أبا ذر أرأيت إن أصاب الناس جوع شديد لا تستطيع أن تقوم من فراشك إلى مسجدك كيف تصنع؟» قال : قال : الله ورسوله أعلم ، قال «تعفف» قال «يا أبا ذر أرأيت إن أصاب الناس موت شديد يكون البيت فيه بالعبد يعني القبر كيف تصنع؟» قلت : الله ورسوله أعلم ، قال : «اصبر» قال «يا أبا ذر أرأيت إن قتل الناس بعضهم بعضا ، يعني حتى تغرق حجارة الزيت (٤) من الدماء كيف تصنع؟» قال : الله ورسوله أعلم ، قال «اقعد في بيتك وأغلق عليك بابك» قال : فإن لم أترك ، قال «فائت من أنت منهم فكن منهم» قال : فآخذ سلاحي ، قال «فإذا تشاركهم فيما هم فيه ولكن إذا خشيت أن يردعك شعاع السيف فألق طرف ردائك على وجهك كي يبوء بإثمه وإثمك» ، ورواه مسلم وأهل السنن سوى النسائي ، من طرق عن أبي عمران الجوني عن عبد الله بن الصامت به ، ورواه أبو داود وابن ماجة من طريق حماد بن زيد عن أبي عمران ، عن المشعث بن طريف ، عن عبد الله بن الصامت ، عن أبي ذر بنحوه ، قال أبو داود : ولم يذكر المشعث في هذا الحديث غير
__________________
(١) سنن أبي داود (فتن باب ٢)
(٢) في أبي داود : «كابني آدم».
(٣) مسند أحمد ٥ / ١٤٩.
(٤) حجارة الزيت : موضع كان بالمدينة.