والله لئن أصبحت صالحا لأسألن رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، قال : فسأله ، فقال : يا رسول الله إن أحدنا إذا رأى مع امرأته رجلا فقتل قتلتموه ، وإن تكلم جلدتموه ، وإن سكت سكت على غيظ ، اللهم احكم ، قال : فأنزلت آية اللعان ، فكان ذلك الرجل أول من ابتلي به. انفرد بإخراجه مسلم (١) ، فرواه من طرق عن سليمان بن مهران الأعمش به.
وقال الإمام أحمد (٢) أيضا : حدثنا أبو كامل ، حدثنا إبراهيم بن سعد ، حدثنا ابن شهاب عن سهل بن سعد قال : جاء عويمر إلى عاصم بن عدي فقال له : سل رسول الله صلىاللهعليهوسلم أرأيت رجلا وجد رجلا مع امرأته فقتله أيقتل به ، أم كيف يصنع؟ فسأل عاصم رسول اللهصلىاللهعليهوسلم فعاب رسول الله صلىاللهعليهوسلم المسائل ، قال : فلقيه عويمر فقال : ما صنعت؟ قال : ما صنعت إنك لم تأتني بخير ، سألت رسول الله صلىاللهعليهوسلم فعاب المسائل ، فقال عويمر : والله لآتين رسول الله صلىاللهعليهوسلم فلأسألنه. فآتاه فوجده قد أنزل عليه فيهما قال : فدعا بهما فلاعن بينهما. قال عويمر : لئن انطلقت بها يا رسول الله لقد كذبت عليها. قال : ففارقها قبل أن يأمره رسول اللهصلىاللهعليهوسلم فصارت سنة المتلاعنين ، وقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم «أبصروها فإن جاءت به أسحم أدعج العينين ، عظيم الأليتين ، فلا أراه إلا قد صدق ، وإن جاءت به أحيمر كأنه وحرة ، فلا أراه إلا كاذبا» فجاءت به على النعت المكروه (٣). أخرجاه في الصحيحين وبقية الجماعة إلا الترمذي من طرق عن الزهري به.
وقال الحافظ أبو بكر البزار : حدثنا إسحاق بن الضيف ، حدثنا النضر بن شميل ، حدثنا يونس بن أبي إسحاق عن أبيه عن زيد بن يثيع عن حذيفة رضي الله عنه قال : قال رسول اللهصلىاللهعليهوسلم لأبي بكر «لو رأيت مع أم رومان رجلا ما كنت فاعلا به؟» قال : كنت والله فاعلا به شرا ، قال «فأنت يا عمر؟» قال : كنت والله فاعلا ، كنت أقول : لعن الله الأعجز فإنه خبيث. قال : فنزلت (وَالَّذِينَ يَرْمُونَ أَزْواجَهُمْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ شُهَداءُ إِلَّا أَنْفُسُهُمْ) ثم قال : لا نعلم أحدا أسنده إلا النضر بن شميل عن يونس بن إسحاق ، ثم رواه من حديث الثوري عن ابن أبي إسحاق عن زيد بن يثيع مرسلا ، فالله أعلم.
وقال الحافظ أبو يعلى : حدثنا مسلم بن أبي مسلم الجرمي ، حدثنا مخلد بن الحسين عن هشام عن ابن سيرين عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : لأول لعان كان في الإسلام أن شريك ابن سحماء قذفه هلال بن أمية بامرأته ، فرفعه إلى رسول الله صلىاللهعليهوسلم فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم «أربعة شهود ، وإلا فحد في ظهرك» فقال : يا رسول الله إن الله يعلم إني لصادق ، ولينزلن الله
__________________
(١) كتاب اللعان حديث ١٠.
(٢) المسند ٥ / ٣٣٤.
(٣) أخرجه البخاري في تفسير سورة ٢٤ ، باب ١ ، ومسلم في اللعان حديث ١٢ ، وأبو داود في الطلاق باب ٢٧ ، وابن ماجة في الطلاق باب ٢٧.