أهل بيتي ، وأهل بيتي أحق».
وقد رواه أبو جعفر بن جرير (١) عن عبد الكريم بن أبي عمير عن الوليد بن مسلم ، عن أبي عمرو الأوزاعي بسنده نحوه ، زاد في آخره قال واثلة رضي الله عنه : فقلت وأنا ـ يا رسول الله صلى الله عليك ـ من أهلك؟ قال صلىاللهعليهوسلم : «وأنت من أهلي» قال واثلة رضي الله عنه : وإنها من أرجى ما أرتجي ، ثم رواه أيضا عن عبد الأعلى بن واصل عن الفضل بن دكين ، عن عبد السلام بن حرب عن كلثوم المحاربي عن شداد بن أبي عمار قال : إني لجالس عند واثلة بن الأسقع رضي الله عنه ، إذ ذكروا عليا رضي الله عنه فشتموه ، فلما قاموا قال : اجلس حتى أخبرك عن هذا الذي شتموه إني عند رسول الله صلىاللهعليهوسلم إذ جاء علي وفاطمة وحسن وحسين رضي الله عنهم ، فألقى صلىاللهعليهوسلم عليهم كساء له ثم قال لهم : «اللهم هؤلاء أهل بيتي ، اللهم أذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا» قلت : يا رسول الله وأنا؟ قال صلىاللهعليهوسلم : «وأنت» قال : فو الله إنها لأوثق عمل عندي.
[حديث آخر] قال الإمام أحمد (٢) : حدثنا عبد الله بن نمير ، حدثنا عبد الملك بن أبي سليمان عن عطاء بن أبي رباح ، حدثني من سمع أم سلمة رضي الله عنها تذكر أن النبيصلىاللهعليهوسلم كان في بيتها ، فأتته فاطمة رضي الله عنها ببرمة فيها خزيرة ، فدخلت عليه بها فقالصلىاللهعليهوسلم لها : «ادعي زوجك وابنيك» قالت : فجاء علي وحسن وحسين رضي الله عنهم ، فدخلوا عليه فجلسوا يأكلون من تلك الخزيرة وهو على منامة له ، وكان تحته صلىاللهعليهوسلم كساء خيبري ، قالت : وأنا في الحجرة أصلي ، فأنزل الله عزوجل هذه الآية (إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً) قالت رضي الله عنها : فأخذ صلىاللهعليهوسلم فضل الكساء فغطاهم به ، ثم أخرج يده فألوى بها إلى السماء ثم قال : «اللهم هؤلاء أهل بيتي وخاصتي ، فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا» قالت : فأدخلت رأسي البيت ، فقلت : وأنا معكم يا رسول الله؟ فقالصلىاللهعليهوسلم : «إنك إلى خير ، إنك إلى خير» في إسناده من لم يسم وهو شيخ عطاء ، وبقية رجاله ثقات.
[طريق أخرى] قال ابن جرير (٣) : حدثنا أبو كريب ، حدثنا مصعب بن المقداد ، حدثنا سعيد بن زربي عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة عن أم سلمة رضي الله عنها قالت : جاءت فاطمة رضي الله عنها إلى رسول الله صلىاللهعليهوسلم ببرمة لها قد صنعت فيها عصيدة ، تحملها على طبق ، فوضعتها بين يديه صلىاللهعليهوسلم فقال : «أين ابن عمك وابناك؟» فقالت رضي الله عنها في البيت ، فقال صلىاللهعليهوسلم : «ادعيهم» فجاءت إلى علي رضي الله عنه فقالت : أجب رسول الله صلىاللهعليهوسلم أنت وابناك ، قالت أم سلمة رضي الله عنها : فلما رآهم مقبلين مد صلىاللهعليهوسلم يده إلى كساء كان على المنامة ، فمده
__________________
(١) تفسير الطبري ١٠ / ٢٩٨.
(٢) المسند ٦ / ٢٩٢.
(٣) تفسير الطبري ١٠ / ٢٩٧.