الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً) قد تقدم أن فضيل بن مرزوق رواه عن عطية عن أبي سعيد عن أم سلمة رضي الله عنها كما تقدم ، وروى ابن أبي حاتم من حديث هارون بن سعد العجلي عن عطية عن أبي سعيد رضي الله عنه موقوفا ، والله سبحانه وتعالى أعلم.
[حديث آخر] قال ابن جرير (١) : حدثنا ابن المثنى ، حدثنا أبو بكر الحنفي ، حدثنا بكير بن مسمار قال : سمعت عامر بن سعد رضي الله عنه قال : قال سعد رضي الله عنه : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم حين نزل عليه الوحي ، فأخذ عليا وابنيه وفاطمة رضي الله عنهم ، فأدخلهم تحت ثوبه ثم قال : «رب هؤلاء أهلي وأهل بيتي».
[حديث آخر] وقال مسلم (٢) في صحيحه : حدثني زهير بن حرب وشجاع بن مخلد ، عن ابن علية ، قال زهير : حدثنا إسماعيل بن إبراهيم ، حدثني أبو حيان حدثني يزيد بن حبان قال: انطلقت أنا وحصين بن سبرة وعمر بن مسلمة إلى زيد بن أرقم رضي الله عنه ، فلما جلسنا إليه قال له حصين : لقد لقيت يا زيد خيرا كثيرا رأيت رسول الله صلىاللهعليهوسلم وسمعت حديثه ، وغزوت معه ، وصليت خلفه ، لقد لقيت يا زيد خيرا كثيرا. حدثنا يا زيد ما سمعت من رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال : يا ابن أخي والله لقد كبرت سني ، وقدم عهدي ، ونسيت بعض الذي كنت أعي من رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، فما حدثتكم فاقبلوا ، وما لا فلا تكلفونيه.
ثم قال : قام فينا رسول الله صلىاللهعليهوسلم يوما خطيبا بماء يدعى خما ، بين مكة والمدينة ، فحمد الله تعالى وأثنى عليه ، ووعظ وذكر ثم قال : «أما بعد ، ألا أيها الناس فإنما أنا بشر يوشك أن يأتيني رسول ربي فأجيب ، وأنا تارك فيكم ثقلين : أولهما كتاب الله تعالى ، فيه الهدى والنور فخذوا بكتاب الله واستمسكوا به» فحث على كتاب الله عزوجل ورغب فيه ، ثم قال «وأهل بيتي أذكركم الله في أهل بيتي ، أذكركم الله في أهل بيتي» ثلاثا ، فقال له حصين : ومن أهل بيته يا زيد؟ أليس نساؤه من أهل بيته؟ قال : نساؤه من أهل بيته ، ولكن أهل بيته من حرم الصدقة بعده ، قال : ومن هم؟ قال : هم آل علي وآل عقيل وآل جعفر وآل العباس رضي الله عنهم ، قال : كل هؤلاء حرم الصدقة بعده؟ قال : نعم.
ثم رواه عن محمد بن بكار بن الريان عن حسان بن إبراهيم عن سعيد بن مسروق عن يزيد بن حيان عن زيد بن أرقم رضي الله عنه ، فذكر الحديث بنحو ما تقدم ، وفيه فقلت له : من أهل بيته نساؤه؟ قال : لا ، وايم الله إن المرأة تكون مع الرجل العصر من الدهر ، ثم يطلقها فترجع إلى أبيها ، أهل بيته أصله وعصبته الذين حرموا الصدقة بعده.
هكذا وقع في هذه الرواية ، والأولى أولى والأخذ بها أحرى. وهذه الثانية تحتمل أنه أراد
__________________
(١) تفسير الطبري ١٠ / ٢٩٨.
(٢) كتاب فضائل الصحابة حديث ٣٦.