التي لا تليق فيها. كما قال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس في هذه الآية الكريمة (فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللهُ أَنْ تُرْفَعَ) قال نهى الله سبحانه عن اللغو فيها ، وكذا قال عكرمة وأبو صالح والضحاك ونافع بن جبير وأبو بكر بن سليمان بن أبي حثمة وسفيان بن حسين وغيرهم من العلماء المفسرين.
وقال قتادة : هي هذه المساجد أمر الله سبحانه وتعالى ببنائها وأخر بعمارتها وتطهيرها. وقد ذكر لنا أن كعبا كان يقول : مكتوب في التوراة ألا إن بيوتي في الأرض المساجد وإنه من توضأ فأحسن وضوءه ثم زارني في بيتي أكرمته وحق على المزور كرامة الزائر رواه عبد الرحمن بن أبي حاتم في تفسيره.
وقد وردت أحاديث كثيرة في بناء المساجد واحترامها وتوقيرها وتطييبها وتبخيرها وذلك له محل مفرد يذكر فيه وقد كتبت في ذلك جزءا على حدة ، ولله الحمد والمنة ، ونحن بعون الله تعالى نذكر هاهنا طرفا من ذلك إن شاء الله تعالى وبه الثقة وعليه التكلان ، فعن أمير المؤمنين عثمان بن عفان رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقول «من بنى مسجدا يبتغي به وجه الله بنى الله له مثله في الجنة» (١) أخرجاه في الصحيحين.
وروى ابن ماجة عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم «من بنى مسجدا يذكر فيه اسم الله بنى الله له بيتا في الجنة» (٢) وللنسائي عن عمرو بن عنبسة مثله ، والأحاديث في هذا كثيرة جدا ، وعن عائشة رضي الله عنها قالت : أمرنا رسول الله صلىاللهعليهوسلم ببناء المساجد في الدور وأن تنظف وتطيب (٣). رواه أحمد وأهل السنن إلا النسائي ، ولأحمد وأبي داود عن سمرة بن جندب نحوه ، وقال البخاري : قال عمر : ابن للناس ما يكنهم ، وإياك أن تحمر أو تصفر فتفتن الناس (٤) ، وروى ابن ماجة قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم «ما ساء عمل قوم قط إلا زخرفوا مساجدهم» (٥) وفي إسناده ضعف.
وروى أبو داود عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم «ما أمرت بتشييد المساجد» قال ابن عباس أزخرفها كما زخرفت اليهود والنصارى (٦). وعن أنس رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم «لا تقوم الساعة حتى يتباهى الناس في
__________________
(١) أخرجه البخاري في الصلاة باب ٦٥ ، ومسلم في المساجد حديث ٢٤ ، ٢٥.
(٢) أخرجه ابن ماجة في المساجد باب ١.
(٣) أخرجه أبو داود في الصلاة باب ١٣ ، والترمذي في الجمعة باب ٦٥ ، وابن ماجة في المساجد باب ٩ ، وأحمد في المسند ٥ / ١٧.
(٤) أخرجه البخاري في الصلاة باب ٦٢ ، ولفظه : «أكنّ الناس من المطر».
(٥) أخرجه ابن ماجة في المساجد باب ٢.
(٦) أخرجه البخاري في الصلاة باب ٦٢ ، وأبو داود في الصلاة باب ١٢.