فعيسى عندهم فيه جزء إلهي قديم ، وهو الكلمة ، وجزء حادث مخلوق وهو الجسد ، ولكنهما اتحدا وصارا شيئا واحدا يسمى المسيح.
وقول الكلابية ومن وافقهم من الأشعرية هو من هذا الجنس حيث زعموا أن القرآن شطره قديم ، وهو المعنى النفسي وشطره محدث ، وهو هذا الموجود في المصحف ، فهو عندهم عبارة وحكاية عن كلام الله ، وجعلوه ناسوتا لذلك المعنى القديم ، لأنه حال فيه ومدلول عليه به ، فما أقوى ما ضاهى هؤلاء بقولهم في القرآن قول النصارى في نبيهم ، وليس هناك من فرق ، الا أن النصارى اثبتوا اتحاد الجزءين ، وأما هؤلاء فقالوا أنهما غيران ، وهذا الاتفاق بين هؤلاء وبين النصارى مما يقضي منه العجب ، ويحمل على التأمل في مجارى سنن الله جل شأنه في خلقه.
وتكايست أخرى وقالت ان ذا |
|
قول محال وهو خمس معان |
تلك التي ذكرت ومعنى جامع |
|
لجميعها كالأس للبنيان |
فيكون أنواعا وعند نظيرهم |
|
أوصافه وهما فمتفقان |
أن الذي جاء الرسول به لمخ |
|
لوق ولم يسمع من الديان |
والخلف بينهم فقيل محمد |
|
أنشأه تعبيرا عن القرآن |
والآخرون أبوا وقالوا انما |
|
جبريل انشاه عن المنان |
الشرح : لما كان القول بأن الكلام النفسي القديم معنى واحد في الأزل غير معقول لاستلزامه أن يكون الأمر عين النهي ، والاستخبار عين الخبر ، وأن تكون معاني كتب الله عزوجل كلها معنى واحد ، وان تكون آية الكرسي مثلا في معاني آية الدين ، وسورة تبت يدا أبي لهب في معنى قل هو الله أحد إلى غير ذلك من اللوازم الفاسدة ، تكايست طائفة من الأشاعرة وقالوا ان الكلام في الأزل خمسة أنواع الأمر والنهي ، والاستفهام والخبر ومعنى خامس يعمها جميعا فهو لها كالاساس للبنيان.
ومنهم من جعلها أوصافا للكلام لا أنواعا له ، ومهما كان اختلافهم في هذا