عليها بل فيضان العلوم منه على لوح قلب النبي صلىاللهعليهوسلم بواسطة القلم النقاش الذي يعبر عنه بالعقل الفعال والملك المقرب. أه. كلامه».
فالكلام عبارة عن العلوم الخاصة للنبي صلىاللهعليهوسلم والعلم لا تعدد فيه ولا كثرة : (وَما أَمْرُنا إِلَّا واحِدَةٌ كَلَمْحٍ بِالْبَصَرِ) [القمر : ٥٠] بل التعدد أما أن يقع في حديث النفس أو الخيال والحس فالنبي صلىاللهعليهوسلم يتلقى علم الغيب من الحق بواسطة الملك وقوة التخيل تتلقى تلك وتتصورها بصورة الحروف والأشكال المختلفة وتجد لوح النفس فارغا فتنتقش تلك الصور والعبارات فيه فيسمع منها كلاما منظوما ، ويرى شخصا بشريا فذلك هو الوحي لأنه القاء الشيء إلى النبي بلا زمان ، فيتصور في نفسه الصافية صورة الملقي والملقي ، كما يتصور في المرآة المجلوة صورة المقابل فتارة يعبر عن ذلك المنتقش بالعبارة العبرية وتارة بعبارة العرب فالمصدر واحد والمظهر متعدد ، فذلك هو سماع كلام الملائكة ورؤيتها وكلما عبر عنه بعبارة واقترنت بنفس الصور فذلك هو آيات الكتاب ، وكلما عبر عنه بعبارة نقشية فذلك هو أخبار النبوة».
هكذا يحاول ابن سينا أن يرجع أمر الوحي والنبوة إلى قوة التخيل في نفس النبي زاعما أنه انما يرى صورا ويسمع أصواتا من داخل نفسه لا من الخارج ، ولا شك أنه في كلامه هذا جار على قواعد الفلسفة في مناقضة الشريعة وأبطال النصوص الصريحة الدالة على أن الرسول كان يوحي إليه أما بتكليم الله عزوجل مباشرة ، وأما بواسطة ملك من الملائكة منفصل عنه كما دلت عليه آية [الشورى : ٥١](وَما كانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللهُ إِلَّا وَحْياً أَوْ مِنْ وَراءِ حِجابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولاً فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ ما يَشاءُ إِنَّهُ عَلِيٌّ حَكِيمٌ).
* * *
وخطاب هذا الخلق والجمهور بالح |
|
ق الصريح فغير ذي امكان |
لا يقبلون حقائق المعقول الا |
|
في مثال الحس والأعيان |
ومشارب العقلاء لا يردونها |
|
الا إذا وضعت لهم بأوان |