عندهم مجمع الأضداد والمتقابلات ، فهو الرب والعبد والخالق والمخلوق ، والمالك والمملوك ، والآمر والمأمور ، والسيد والمسود ، والمكلف والمكلف ، والمؤمن والكافر والبر والفاجر بل هو الليل النهار والماء والنار والأرض والسماء الخ. فما أشنع ما رضي هؤلاء لربهم ، الذي يزعمون كذبا وزورا أنهم أهل معرفته وولايته ، وما أقبح ما رضوا لأنفسهم من الارتماء في أحضان الجهل والحماقة.
وهكذا يسوق إلينا المؤلف رحمهالله مقالات الطوائف كلها هذا السوق الرائع ، ويحملها إلينا سهلة التناول رخيصة الأثمان ، بحيث لم نجد في فهمها من نظمه كدا ولا تعبا ، ولم يحوجنا إلى أن نفتش عنها هنا وهناك في بطون الكتب على أننا لو فتشنا كتب أهل النظر جميعا ما ألفينا هذه المقالات والمذاهب مذكورة على هذا النحو البديع من الدقة والبيان ، فجزاه الله عن قارئيه ومحبي كتبه ومصنفاته خير الجزاء بمنه وكرمه.
فاعطف على الجهمية المغل الألي |
|
خرقوا سياج العقل والقرآن |
شرد بهم من خلفهم واكسرهم |
|
بل ناد في ناديهم بأذان |
أفسدتم المعقول والمنقول وال |
|
مسموع من لغة بكل لسان |
أيصح وصف الشيء بالمشتق ال |
|
مسلوب معناه لذي الأذهان |
أيصح صبار ولا صبر له |
|
ويصح شكار بلا شكران |
ويصح علام ولا علم له |
|
ويصح غفار بلا غفران |
ويقال هذا سامع أو مبصر |
|
والسمع والابصار مفقودان |
هذا محال في العقول وفي النقو |
|
ل وفي اللغات وغير ذي امكان |
الشرح : بعد أن فرغ المؤلف من ذكر مقالات الطوائف في كلام الرب عزوجل وصفاته عطف عليها بالنقض والابطال وبدأ منها بالجهمية نفاة الصفات لأنهم الأصل الذي تفرع عنه كثير من المقالات الفاسدة كما سبق ووصفهم بالمغل يعني المغول وهم التتار ، لأن التتار بعد غزوهم للبلاد الإسلامية ودخولهم في