الإسلام كانوا من أنصار التجهم والتعطيل بتأثير وزيرهم نصير الدين الطوسي. ثم وصفهم ثانيا بأنهم خرقوا سياج العقل والقرآن ، لأن أقوالهم مناقضة للعقل الصريح ، ومخالفة للنقل الصحيح. وهذا من شأنه أن يغري صاحب الحق بهم فيحمل عليهم حملة صادقة يشرد بها من خلفهم ، ويكسر بها شرتهم ويصرخ فيهم منكرا عليهم ما ذهبوا إليه مما خالفوا فيه العقل والنقل واللغة جميعا بنفي صفات الله عزوجل فإن العقل يثبتها لأنها صفات كمال يستحيل على الله خلوه عنها والنقول من الكتاب والسنة مصرحة بثبوتها له ، واللغات كلها متفقة على أن إطلاق المشتق على شيء يقتضي مأخذ الاشتقاق للموصوف فلا يصح وصف الشيء بالمشتق ويكون معناه مسلوبا عنه ، بل يجب أن يكون المعنى الذي هو مبدأ الاشتقاق ثابتا له ، فإذا قيل فلان صبار دل هذا الاطلاق على ثبوت الصبر له ، فلا يصح صبار لا صبر له فإنه تناقض ، وكذلك لا يقال شكار الا لموصوف بالشكر وعلام غفار الا لموصوف بالعلم والغفران ، وكذلك لا يقال سامع أو مبصر وهو فاقد للسمع والابصار. هذا مما اتفق على استحالته العقل والنقل وسائر اللغات وهو غير ممكن بحال من الأحوال.
* * *
فلئن زعمتم أنه متكلم |
|
لكن بقول قام بالانسان |
أو غيره فيقال هذا باطل |
|
وعليكم في ذاك محذوران |
نفي اشتقاق اللفظ للموجود مع |
|
ناه به وثبوته للثاني |
أعني الذي ما قام معناه به |
|
قلب الحقائق أقبح البهتان |
ونظير ذا أخوان هذا مبصر |
|
وأخوه معدود من العميان |
سميت الأعمى بصيرا اذ أخو |
|
ه مبصر وبعكسه في الثاني |
الشرح : يرد المؤلف على هؤلاء الجهمية ومن تبعهم من المعتزلة الذين زعموا أن معنى كونه تعالى متكلما أنه خالق للكلام في غيره ، فليس الكلام وصفا له هو ولكنه وصف للمحل الذي خلقه الله فيه من انسان وغيره. فيقول ان هذا من