وتحدثت عندي حديثا خلته |
|
صدقا وقد كذبت به العينان |
فعجبت منه وقلت من فرحي به |
|
طمعا ولكن المنام دهاني |
ان كنت كاذبة الذي حدثني |
|
فعليك أثم الكاذب الفتان |
المفردات : الزورة الزيارة ـ أوفت أنجزت ـ ملتقى الأجفان كناية عن النوم فجأة الأمر أخذه على غرة النقاب : ما تنتقب به المرأة كالبرقع. دهاه الأمر غلبة وحيرة الفتان : الشديد الفتنة ، وهي خدع الناس وتضليلهم.
الشرح : يعني أن هذه الحسناء كانت قد وعدته بزيارتها فأنجزت ما وعدت ولكنها لم تجيء إلا في وقت متأخر من الليل حين التقت منه الأجفان وغلبه النعاس. ثم لم يفجأه إلا دخولها عليه سافرة قد أماطت عن وجهها لثام الحسن ولم تراع في دخولها أدب الاستئذان رفعا للكلفة وعجزا عن الصبر ، ثم صرحت له بما يعتلج في قلبها من الوجد ، وأنها لم تعد تقوى على الصبر عنه ، ثم أخذت تحدثه حديثا ظنه صدقا ، فأخذه العجب من حديثها وطلاوته حتى قال من فرحه بذلك الحديث مع ما كان يغالبه من النوم : ان كنت قد كذبت فيما حدثتني به فقد بؤت باثم الكاذب الفتان.
* * *
جهم بن صفوان وشيعته الألى |
|
جحدوا صفات الخالق الديان |
بل عطلوا منه السموات العلى |
|
والعرش أخلوه من الرحمن |
ونفوا كلام الرب جل جلاله |
|
وقضوا له بالخلق والحدثان |
المفردات : شيعته أنصاره في مذهبه. جحدوا أنكروا ـ الديان : اسم له تعالى من الدين بمعنى الجزاء. عطلوا من التعطيل بمعنى النفي ـ العرش : الجسم المعروف الذي استوى ربنا عليه ، الحدثان : الحدوث الذي هو سبق العدم.
الشرح : قوله : جهم بن صفوان بدل من الكاذب الفتان ، وكان الجهم من أكذب الناس على الله وأعظمهم فتنة وضلالة في الدين. قال الذهبي عنه في الميزان