والله لو أن الدليل مكانها |
|
ما كان ذلك منه في امكان |
هذا ولو سارت مسير الريح ما |
|
وصلت به ليلا إلى نعمان |
سارت وكان دليلها في سيرها |
|
سعد السعود وليس بالدبران |
وردت جفار الدمع وهي غزيرة |
|
فلذاك ما احتاجت ورود الضان |
وعلت على مين الهوى وتزودت |
|
ذكر الحبيب ووصلة المتداني |
المفردات : الصفا : هو الجبل المعروف ، المحث : اسم فاعل من أحثه على كذا بمعنى نشطه ، ومفعوله محذوف أي المحث راحلته ، العاني : الأسير ، الخفقان الاضطراب ومنه خفق الطائر بجناحيه ، نعمان : اسم مكان ويقال له نعمان الأراك ، وسعد السعود والدبران نجمان يكنى بهما عن الاقبال والادبار. جفار : جمع جفر وهي البئر الواسعة ، المين : الكذب.
الشرح : يقول الشيخ : ان تلك الحسناء في رحلتها المباركة الطويلة صعدت على أعلى الصفا ، وأنها قصدت هناك دارا للمحث مطاياه ، المكبل بقيود هواه ، ولعله يقصد بها دار الأرقم بن أبي الأرقم التي كانت أول مدرسة في الاسلام يجتمع فيها النبي صلىاللهعليهوسلم بأصحابه يقرئهم القرآن ويعلمهم عقائد الايمان ، ثم يعجب الشيخ لشأن تلك الزائرة كيف كانت تسير في هذه المتاهات بلا دليل وبسرعة الريح ، حتى أنها قد بزت الدليل في خبرتها والريح في سرعتها ، وكان اهتداؤها في مسيرها بذلك النجم الميمون المسمى بسعد السعود ، وليس بالدبران الذي هو علامة النجس والشؤم ، وأنها وردت آبار الدمع غزارا فاكتفت بها عن كل ورد سواها ، وأنها ربأت بنفسها عن كذب الهوى ، وكان زادها في رحلتها ذكر الحبيب ووصله المتداني القريب.
* * *
وعدت بزورتها فأوفت بالذي |
|
وعدت وكان بملتقى الأجفان |
لم يفجأ المشتاق إلا وهي دا |
|
خلة الستور بغير ما استئذان |
قالت وقد كشفت نقاب الحسن ما |
|
بالصبر لي عن أن أراك يدان |