التيمم : القصد : أرض طيبة هي المدينة دار الهجرة ، وكانت تسمى يثرب ، المطلع : مكان الطلوع وهو الظهور. وادي العقيق : واد من أودية المدينة ، أهل منه النبي صلىاللهعليهوسلم ، وفي الحديث «أتاني آت بالعقيق فقال صل في هذا الوادي المبارك ، ثم قل عمرة في حجة». وادي الاراك وعرفات ومحسر ومنى ، كلها أمكنة مشهورة بالحجاز ، ذات الستور : الكعبة المشرفة ، القران : الاحرام بالعمرة والحج معا.
الشرح : يتخيل الشيخ في هذه الأبيات جريا على عادة الشعراء زائرة حسناء قد طرقته ليلا في غير خوف من العيون والارصاد ، وأنها قبل أن تقدم عليه قد قامت برحلة طويلة وطوفت في أماكن كثيرة فاجتازت بلاد الشام قاصدة أرض طيبة التي شع منها نور الحق وصريح الايمان.
ثم أتت على وادي العقيق وهو ميقات أهل المدينة فتجاوزته حلا بدون احرام ومن غير أن ينكر ذلك عليها أحد. ثم أتت على وادي الأراك ، وما بعده من الأماكن التي تؤدى عندها المناسك ، ولم يكن تقصد لقائي ولا تتوقعه ، فأتت على عرفات وهو الجبل المشهور الذي يعتبر الوقوف عليه عشية التاسع من ذي الحجة أعظم أركان الحج ، ثم أفاضت منه إلى وادي محسر وهو المزدلفة ، ويقال له جمع ثم إلى منى التي ترمى عندها الجمار وتنحر القربان ، ثم قصدت بعد ذلك إلى البيت في مكة. وهي مع ذلك لم تطف ولم تسع ولا استلمت الحجر ولا رمت الجمار ولا سعت بين الصفا والمروة من أجل قران ، وهو الجمع بين الحج والعمرة.
وما أشبه زائرة الشيخ هذه ، بما كان يسميه بعض الصحفيين هنا في مصر (بالجاسوسة الحسناء) التي تأتيه بالأخبار وتوافيه بالأسرار ، وهو مدخل لطيف يقدمه الشيخ بين يدي حكايته للمذاهب والمقالات التي كشف عوارها وهتك أستارها فيما سيأتي من أبيات هذه القصيدة الشماء.
* * *
ورقت إلى أعلى الصفا فتيممت |
|
دارا هنالك للمحث العاني |
أترى الدليل أعارها أثوابه |
|
والريح أعطتها من الخفقان |