ائمة الضلال الداعون الى النار ، كما قال تعالى : (وَجَعَلْناهُمْ أَئِمَّةً يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَيَوْمَ الْقِيامَةِ لا يُنْصَرُونَ) [القصص : ٤١] وهم انما يدعون إلى النار أشياعهم في الجحد والتعطيل فامام كل معطل في نفسه هم هؤلاء الثلاثة : فرعون. وهو لقب لمن ملك مصر ، ونمرود ، وهو لقب الكنعانيين ، وهامان هو وزير فرعون. فأولهم وهو فرعون انما طلب الصعود إلى السماء وأمر هامان ببناء الصرح تكذيبا منه لموسى عليهالسلام حين أخبره أن الرب في السماء ، فإن موسى حين أخبره بأنه رسول من رب العالمين ، سأله عن مكانه وأين هو ، فأخبره أنه في السماء ، فقال ما قال وكذلك كذبه حين أخبره أن الله ناداه وكلمه من وراء حجاب دون رؤية ، وبذلك يكون فرعون قد أنكر تكليم الله لموسى وفوقيته على عرشه ، كما أنكرهما الجهم وشيعته. فمن إذا أولى بفرعون وأحق بالانتساب إليه منا ومنكم ، لا شك أن أولى الناس به هم من وافقوه على الجحد والتعطيل.
* * *
يا قومنا والله ان لقولنا |
|
ألفا تدل عليه بل ألفان |
عقلا ونقلا مع صريح الفطرة الأ |
|
ولى وذوق حلاوة القرآن |
كل يدل بأنه سبحانه |
|
فوق السماء مباين الأكوان |
أترون انا تاركو ذا كله |
|
لحباجع التعطيل والهذيان |
يا قوم ما أنتم على شيء إلى |
|
أن ترجعوا للوحي بالاذعان |
وتحكموه في الجليل ودقه |
|
تحكيم تسليم مع الرضوان |
الشرح : بعد أن أورد المؤلف هذا الوجه وقرره هذا التقرير الحسن التفت إلى هؤلاء النفاة المعاندين مبينا لهم أن الأدلة على ثبوت الفوق لله عزوجل قد بلغت من الكثرة أن صارت ألف دليل بل ألفين وهي أذلة متنوعة ، فمنها ما يرجع إلى العقل الصريح ، ومنها ما يرجع إلى النقل الصحيح ، ومنها ما يرجع إلى الفطرة الأولى التي فطر الله عباده عليها ، ومنها ما يفهمه العلماء الراسخون من أساليب القرآن بأذواقهم السليمة ، وكل واحد من هذه الأدلة المتكاثرة يكفي