شَيْئاً إِلَّا مِنْ بَعْدِ أَنْ يَأْذَنَ اللهُ لِمَنْ يَشاءُ وَيَرْضى) [النجم : ٢٦].
* * *
ولأجله ضرب الامام بسوطهم |
|
صديق أهل السنة الشيباني |
ولأجله قد قال جهم ليس رب |
|
العرش خارج هذه الأكوان |
كلا ولا فوق السموات العلى |
|
والعرش من رب ولا رحمن |
ما فوقها رب يطاع جباهنا |
|
تهوى له بسجود ذي خضعان |
ولأجله جحدت صفات كماله |
|
والعرش أخلوه من الرحمن |
ولأجله أفنى الجحيم وجنة ال |
|
مأوى مقالة كاذب فتان |
ولأجله قالوا الاله معطل |
|
أزلا بغير نهاية وزمان |
ولأجله قد قال ليس لفعله |
|
من غاية هي حكمة الديان |
الشرح : ولأجل التأويل أيضا ضرب أحمد بن حنبل الشيباني صديق أهل السنة رضي الله عنه حيث أراد المأمون بتأثير المعتزلة أن يحمل العلماء على القول بخلق القرآن ، وامتحنهم بذلك امتحانا شديدا ، فأجابوه الى ذلك تقية وخوفا من القتل ، ولم يثبت في المحنة الا أحمد بن حنبل ومحمد بن نوح ، فأمر المأمور بحملهما إليه بواسط ولكن المنية عاجلته قبل أن يصلا إليه فقام بها أخوه المعتصم بوصية منه ، وضرب أحمد بن حنبل وطيف به وهو مصر على قولة الحق في أن القرآن كلام الله منزل غير مخلوق ، منه بدأ وإليه يعود ، فاستحق بذلك منصب الامامة في الدين ، كما قال تعالى : (وَجَعَلْنا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنا لَمَّا صَبَرُوا وَكانُوا بِآياتِنا يُوقِنُونَ) [السجدة : ٢٤].
وكانت محنة أحمة نقطة سوداء في تاريخ بني العباس والمعتزلة قبحهم الله ، ولأجل التأويل كذلك نفي جهم شيخ المعطلة وجود الله عزوجل فوق عرشه بذاته وقال : ليس في السماء إله يعبد ولا فوق العرش رب يصلي له ويسجد ، وتأول جميع الآيات والاحاديث الواردة في إثبات جهة العلو ، وهي من الكثرة والوضوح بحيث لا ينكرها الا ضال أعمى كما قدمنا ، ولا متمسك له هو