لكن قد اختلفا فعند فريقكم |
|
ما أن أريدت قط بالتبيان |
لكن عندهم أريد ثبوتها |
|
في الذهن اذ عدمت من الاحسان |
اذ ذاك مصلحة المخاطب عندهم |
|
وطريقة البرهان أمر ثان |
فكلاهما ارتكبا أشد جناية |
|
جنيت على القرآن والايمان |
جعلوا النصوص لأجلها غرضا بهم |
|
قد خرقوه بأسهم الهذيان |
وتسلط الأوغاد والاوقاح |
|
والأرذال بالتحريف والبهتان |
كل اذا قابلته بالنص قا |
|
بله بتأويل بلا برهان |
الشرح : يعني أن الطريقتين وإن اتفقتا في نفي حقائق النصوص وإنكار معانيها قد اختلفتا في وجود هذه الحقائق ، فعند فريق المؤولة هي من قبيل المستحيل الذي لا وجود له لا في الذهن ولا في الخارج ، ولا يمكن أن تراد من النص أصلا. وعند ابن سينا وأشياعه من المتفلسفة هي حقائق ثابتة ، لكن ثبوتها ذهني لا خارجي ، والنصوص إنما دلت على أمثلة ضربت لها من عالم الحس ، وذلك لمصلحة المخاطبين ، اذ كانوا لا يستطيعون ادراك هذه المعاني الا بطريق التخييل. وأما طريقة البرهان عندهم ، فهي التي توصل الى إدراك هذه المعقولات بذاتها ، وهي طريقة الخواص ، يعنون بذلك أنفسهم ، فيا عجبا لهؤلاء الحمقى يجعلون طريقة القرآن خطابية شعرية تخييلية ، وأما طريقتهم التي بنوها على قواعد المنطق الارسطي فهي طريقة البرهان واليقين ، وما هي الا طريقة الضلال والتجهيل ، الا ساء ما يزعمون.
وكلا الفريقين من المؤولة والمتفلسفة قد ارتكب أشد جناية على القرآن والايمان حيث جعلوا النصوص الكريمة هدفا لسهام هذيانهم وفتحوا المجال لكل وغد ورذيل ليقول في النصوص بما شاء له هواه. فكلما أوردت له نصا قابله بتأويل من تلك التأويلات السمجة بلا دليل ولا برهان.
* * *
ويقول تأويلي كتأويل ال |
|
ذين تأولوا فوقية الرحمن |