بل دونه فظهورها في الوحي بالنص |
|
ين مثل الشمس في التبيان |
أيسوغ تأويل العلو لكم ولا |
|
تتأولوا الباقي بلا فرقان |
وكذاك تأويل الصفات مع أنها |
|
ملء الحديث وملء ذا القرآن |
والله تأويل العلو أشد من |
|
تأويلنا لقيامة الابدان |
وأشد من تأويلنا لحياته |
|
ولعلمه ومشيئة الاكوان |
وأشد من تأويلنا لحدوث ه |
|
ذا العالم المحسوس بالامكان |
وأشد من تأويلنا بعض الشرا |
|
ئع عند ذي الانصاف والميزان |
وأشد من تأويلنا لكلامه |
|
بالفيض من فعال ذي الاكوان |
الشرح : ويقول الفلسفي اذا حدثته في فساد تأويله وشناعته أن تأويلي كتأويل هؤلاء الجهمية الذين تأولوا فوقية الرحمن ، بل هو دونها في الشناعة ، فإن نصوص الفوقية من الكتاب والسنة كالشمس في الوضوح والبيان ، فكيف يسوغ لكم أيها الجهمية تأويل علوه سبحانه على كثرة نصوصه ووضوحها ، ثم تنكرون علينا ما تأولناه ، وكيف ساغ لكم أن تتأولوا آيات الصفات وأحاديثها مع أنها ملء الكتاب والسنة ولا يسوغ لنا ذلك. والله لتأويلكم للعلو أشد من تأويلنا للقيامة بأن المراد بها رجوع الروح الى عالمها الأول مع عود الجسم الى العناصر التي تركب منها وأشد من تأويلنا لحياته وعلمه ومشيئته بأن ذلك كله نفس ذاته وأشد من تأويلنا لحدوث هذا العالم بأنه ليس معناه الوجود من عدم ، بل معناه أنه ممكن في ذاته مفتقر الى علة يستند إليها في وجوده. فإن الممكن لا وجود له من ذاته لكنه مع ذلك لم يسبق بعدم لأن علته قديمة لا أول لها في الزمان وهو مقارن لها وأشد من تأويلنا بعض الشرائع من الصلاة والحج ونحوهما بأن المراد بهما معان فكرية وأشد من تأويلنا لكلامه بأنه فيض من العقل الفعال الذي هو عقل القمر المختص بالتدبير في عالم العناصر وإفاضة المعلومات على العقول الانسانية وانزالها على لوح قلب النبي صلىاللهعليهوسلم وانتقاش صور تلك المعاني في خياله حروفا وكلاما منظوما.
* * *