مسلمات عقلية لا تقبل الجدل ، وأحسنتم الظن بأصحابها الى حد اعتقاد العصمة ، بل قدمتموها على الوحي بدعوى أنها أمور قطعية لا يتطرق إليها الاحتمال هي التي أفسدت عقولكم وسممت أفكاركم ، فغدت مريضة منتكسة تعطي الأشياء غير اسمها ، وتقلب الحقائق على رأسها ، فهي تسمى التحريف للنصوص والخروج بها عن وضعها الحقيقي الذي توجبه اللغة تأويلا ، وهي تسمى التعطيل الذي هو نفي ما أثبته الله لنفسه أو أثبته له رسوله صلىاللهعليهوسلم من الصفات تنزيها بل أدهى من ذلك أمر ، وادخل في باب الافتراء والبهتان أنها تسمى الاثبات للأسماء والصفات التي وردت به النصوص الصريحة تشبيها وتجسيما ، وما قلبكم لهذه الحقائق والتباسها عليكم إلا نتيجة حتمية لفساد فطركم وزيغ قلوبك ، فجعلتم بجهلكم ، المحمود من الاثبات للأسماء والصفات التي هي كمالات محضة ، مذموما وبالعكس ، جعلتم المذموم من النفي والتعطيل محمودا ، وأردتم أن تحمدوا بالاتباع فنعم ولكن من تتبعون؟ ان تتبعون إلا أهواءكم الجامحة وظنونكم الكاذبة وشياطينكم الذين زخرفوا لكم وموهوا.
واعجب من ذلك أنكم ترمون بدائكم في الابتداع والزيغ جند الرحمن وعساكر الآثار والقرآن.
* * *
وجعلتم الوحيين غير مفيدة |
|
للعلم والتحقيق والبرهان |
لكن عقول الناكبين عن الهدى |
|
لهما تفيد ومنطق اليونان |
وجعلتم الإيمان كفرا والهدى |
|
عين الضلال وذا من الطغيان |
ثم استحقيتم عقولا ما أرا |
|
د الله ان تزكوا على القرآن |
حتى استجابوا مهطعين لدعوة |
|
التعطيل قد هربوا من الايمان |
يا ويحهم لو يشعرون بمن دعا |
|
ولما دعا قعدوا قعود جبان |
الشرح : ومن شر حماقاتكم وأشنع غلطاتكم ما اجترأتم به من الحكم على نصوص الوحيين من الكتاب والسنة بأنها غير مفيدة للعلم اليقيني وليست من