الشرح : فإن كنتم لا تجدون ما تعارضون به النصوص الصريحة من الكتاب والسنة مع ما ينضم إليها من أدلة العقل والفطرة إلا هذه الهذيانات التي ورثتموها عن أسلافكم في الضلال من فلاسفة اليونان والرومان وغيرهم من ضلال اليهود والنصارى والصابئة ، فلتهنكم إذا هذه العلوم التي هي أحق أن تسمى جهالات ، والتي قد ادخرت لكم في بطون الكتب التي تركها لكم هؤلاء الأسلاف حتى وقعتم عليها بعد زمان طويل ، فاشتغلتم بها عن الوحي ونقلتموها إلى لسانكم العربي وفتنتم بها ايما فتنة وظننتم أنكم وقعتم على لحم ، وأنكم تميزتم بها عن أئمة الهدى ممن أحسنوا الاتباع ووقفوا عند ما سنه لهم سلفهم الصالح رضي الله عنهم أجمعين. فلا تظنوا أن هذه العلوم قد ادخرت لكم لكي يرفعكم الله بها ، أو أن اشتغالكم بهذه العلوم قد أورثكم فضلا وكمالا فقتم به هؤلاء الاخيار من أهل السنة والاتباع ، فإن عقولهم أسمى من أن تشتغل بهذه الترهات ، وهم أجل أن ينزلوا بأنفسهم إلى هذا الدرك الذي نزلتم إليه ، وعلمهم أعلى وأشرف من أن يدنسوه بهذه المقالات السخيفة. وهذا من فضل الله عزوجل عليهم أن صانهم وحماهم عما تورطتم أنتم فيه من أوساخ وأقذار هي نتاج عقول لم تستضيء بنور الله ولم تنتفع بما جاء به رسله عليهم الصلاة والسلام من الهدى والعلم النافع الصحيح.
* * *
سميتم التحريف تأويلا |
|
كذا التعطيل تنزيها هما لقبان |
وأضفتم أمرا إلى ذا ثالثا |
|
شرا وأقبح منه ذا بهتان |
فجعلتم الاثبات تجسيما وتشبيها |
|
وذا من أقبح العدوان |
فقلبتم تلك الحقائق مثل ما |
|
قلبت قلوبكم عن الايمان |
وجعلتم الممدوح مذموما كذا |
|
بالعكس حتى استكمل اللبسان |
وأردتم أن تحمدوا بالاتبا |
|
ع نعم لكن لمن يا فرقة البهتان |
وبغيتم أن تنسبوا للابتدا |
|
ع عساكر الآثار والقرآن |
الشرح : هذه العلوم التي ورثتموها عن أسلافكم في الضلال ، وظننتموها