فهو الامام لهم وها فيهم |
|
بمتبوع يقودهم إلى النيران |
هو أنكر الوصفين وصف |
|
الفوق والتكليم انكارا على البهتان |
اذ قصده إنكار ذات الرب |
|
فالتعطيل مرقاة لذا النكران |
وسواه جاء بسلم وبآلة |
|
وأتى بقانون على بنيان |
وأتى بذاك مفكرا ومقدرا |
|
ورث الوليد لعابد الأوثان |
وأتى إلى التعطيل من أبوابه |
|
لا من ظهور الدار والجدران |
الشرح : فهذا البهت الذي بهتم به أهل السنة والجماعة من قولكم حشوية ومجسمة حددوا ربهم وجعلوا له مكانا الخ ، إنما ورثتموه من فرعون إمامكم في الضلال حين رمى به موسى بن عمران كليم الرحمن ، فقال انه ما جاء إلا لتبديل الدين والسعي في الأرض بالفساد فهو إمامكم في الدنيا ، وسيكون كذلك إماما لكم في الآخرة يقودكم إلى النار ، كما قال تعالى : (فَاتَّبَعُوا أَمْرَ فِرْعَوْنَ وَما أَمْرُ فِرْعَوْنَ بِرَشِيدٍ* يَقْدُمُ قَوْمَهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ فَأَوْرَدَهُمُ النَّارَ وَبِئْسَ الْوِرْدُ الْمَوْرُودُ) [هود : ٩٧ ، ٩٨].
وهو أنكر الوصفين جميعا ، وصف الفوق ووصف التكليم ، أما وصف الفوق فيما تقدم من قوله في شأن موسى (وَإِنِّي لَأَظُنُّهُ كاذِباً) وأما وصف التكليم فلأنه جحد رسالة موسى وكذب بها ، والرسالة انما مبناها على تكليم الله لمن يرسله فمن جحدها فقد جحد ما تنبني عليه من وصف التكليم ، وكان قصد فرعون من الجحد لهذين الوصفين انكار ذات الرب جل شأنه ، فجعل من هذا التعطيل مرقاة يثب منها إلى جحد الصانع جل وعلا وتعطيل العالم عن صانعه وإلهه ، ولكنكم حين قصدتم إلى هذا التعطيل والانكار أعددتم للأمر عدته واستكملتم لآلته وبنيتم على هندسة ونظام مع تفكير وتقدير ورثتموه عن سلفكم في الجحود والانكار : الوليد بن المغيرة حين قال في القرآن بعد أن فكر وقدر ان هذا الا سحر يؤثر. ودخلتم إلى التعطيل من بابه ولم تتسوروا الجدران ولا أتيتم البيت من ظهره ، لهذا راج باطلكم وجاز تلبيسكم وخداعكم على كثير لا من العامة