فحسب بل ممن ينسبون إلى العلم والدين ، ونالوا لقب الامامة والزعامة بين المسلمين ، والله في خلقه شئون.
* * *
وأتى به في قالب التنزيه |
|
والتعظيم تلبيسا على العميان |
وأتى إلى وصف العلو فقال ذا |
|
التجسيم ليس يليق بالرحمن |
فاللفظ قد أنشأه من تلقائه |
|
وكساه وصف الواحد المنان |
والناس كلهم صبي العقل لم |
|
يبلغ ولو كانوا من الشيخان |
إلا أناسا سلموا للوحي هم |
|
أهل البلوغ وأعقل الانسان |
فأتى إلى الصبيان فانقادوا له |
|
كالشاء إذ تنقاد للجوبان |
فانظر إلى عقل صغير في يدي |
|
شيطان ما يلقى من الشيطان |
الشرح : يعني أنكم حين عطلتم الباري عن صفاته سميتم هذا التعطيل تنزيها وتعظيما للرب جل شأنه لكي تلبسوا بذلك على أهل الغفلة والعمي فينقادوا لكم ويدينوا بتعطيلكم وعمدتم إلى وصف العلو الثابت له سبحانه بما لا يحصى من الأدلة النقلية والعقلية ، فقلتم هذا تجسيم يجب تنزيه الله عنه ، وهكذا أنشأتم لفظ التنزيه من عند أنفسكم وكسوتموه مما تشاءون من صفات ، فاقتضى تنزيهكم أن تنفوا عنه الجهة والمكان والحيز والحركة والنزول والصعود والمقدار والصورة والإشارة الحسية الخ ، مما يجعله سبحانه ، وحاشاه أقرب إلى المعدوم منه إلى الموجود ، وكل صفة مما أثبته هو لنفسه أو أثبته له رسوله لا تروق لكم تنفونها بحجة التنزيه. والناس ينقادون لكم في هذا النفي والتعطيل ، لأنهم صبيان العقول وان كانوا كبار الأعمار ، ولكن المتبعين للوحي والواقفين عند النص هم الذين بلغوا رشدهم واستوت أحلامهم فهم لا ينقادون لكم ولا يغترون بجعجعتكم ، وإنما ينقاد لكم الصبيان انقياد الشاء للجوبان ، يعني الراعي ، وما ذا يصنع عقل صغير بين يدي شيطان إلا أن يلعب به كما تلعب بالكرة الصولجان.
* * *