غيرهم ، وأكمل الناس عناية بفهم خطابه وإدراك مقاصده مع ما لهم من الفهم الصحيح والنظر الصائب والفطرة السليمة التي لم تفسد بالتقليد الأعمى ، يعتبرون خطابه نصا قاطعا في الدلالة على ما قصد إليه منه دون ان يتطرق إلى نفوسهم أي توهم للاحتمال أو المجاز. والمراس هو الممارسة ، وهو كثرة التمرن والاعتياد.
* * *
لكن من هو دونهم في ذاك لم |
|
يقطع بقطعهم على البرهان |
ويقول يظهر ذا وليس بقاطع |
|
في ذهنه لا سائر الأذهان |
ولألفه بكلام من هو مقتد |
|
بكلامه من عالم الأزمان |
هو قاطع بمراده وكلامه |
|
نص لديه واضح التبيان |
والفتنة العظمى من المتسلق |
|
المخدوع ذي الدعوى أخي الهذيان |
لم يعرف العلم الذي فيه الكلا |
|
م ولا له ألف بهذا الشأن |
لكنه منه غريب ليس من |
|
سكانه كلا ولا الجيران |
فهو الزنيم دعي قوم لم يكن |
|
منهم ولم يصحبهم بمكان |
وكلامهم أبدا لديه مجمل |
|
وبمعزل عن أمرة الإيقان |
الشرح : لكن من نقصت درجته في العلم والتحصيل والفهم لمضمون الخطاب عن هؤلاء السابقين لم يسلك سبيلهم في القطع بمعاني النصوص ، بل يرى فقط أن هذا هو الظاهر المتبادر منها إلى الذهن مع تجويزه أن يكون المراد بها معنى آخر ، وذلك لقلة ألفه بالنصوص الصريحة من الكتاب والسنة وقلة ممارسته لها ، ولكنه لطول الفه بكلام من يقلده ويقتدي به من علماء زمانه يقطع بمراده من كلامه ، ويعتبر كلامه نصا واضحا فيما يتضمنه من معنى ، فجعل كلام الله تعالى وكلام رسوله صلىاللهعليهوسلم أقل في الإفادة والإفهام من كلام شيخه ، ولم يرض حتى بالمساواة ، وصاحب هذا المسلك هو على كل حال أقل خطرا وأخف ضررا ، ولكن الفتنة العظمى والداهية الكبرى في هذا المتسلق للجدران المخدوع بزخارف البهتان صاحب الدعاوى العريضة في العلم والعرفان ، وما هو إلا أخو