والكراهية والمقت والغضب والضحك والعجب وغير ذلك مما هو فينا إعراض ، فشبهوا الله بخلقه ، ونحن وأنتم متفقون على استحالة ثبوت هذه الصفات لله. فاتركوا إذن محاربتنا ولنحمل جميعا عليهم حملة واحدة حتى ندعهم في الميدان أشلاء متناثرة ونشفي منهم غيظ قلوبنا ، ونستريح من تطاولهم علينا بالنصوص التي طالما كوونا بها وجرعونا غصصها ، وما لنا قدرة على مناجزتها وهم دائما يحتمون في هذه النصوص ويعتصمون بها عند المصاولة ويشهرونها في وجوهنا سيوفا مسلولة ، فكلما قلنا لهم : قال أرسطو الملقب عندنا بالمعلم الأول ، أو قال الفارابي الذي هو المعلم الثاني ، أو قال ابن سينا الذي لقبناه بالشيخ الرئيس ، أو قال أبو عبد الله فخر الدين الرازي صاحب كتاب التبيان في تفسير القرآن ، قابلونا بقولهم : قال الرسول كذا وقال الله في القرآن كذا ، وهل نملك للقرآن دفعا أو نستطيع له ردا ، وكذلك حالكم معهم أيها المتأخرون من الأشاعرة فأنتم منهم كما نحن بأضيق المنازل وأهونها. كلما جئتموهم بما تزعمون أنه مقررات العقول أتوكم بالنص الصريح من الكتاب والسنة. فلنتآزر نحن وأنتم في القضاء عليهم وتشتيت جموعهم حتى تسلم لنا مناهجنا القائمة على العقل وحده الذي وثقنا نحن وأنتم فيه وارتضينا حكمه دون هذه النصوص التي لا تخلوا من إجمال واشتباه.
* * *
فتحالفوا إنا عليهم كلنا |
|
حزب ونحن وأنتم سلمان |
فإذا فرغنا منهم فخلافنا |
|
سهل فنحن وأنتم اخوان |
فالعرش عند فريقنا وفريقكم |
|
ما فوقه أحد بلا كتمان |
ما فوقه شيء سوى العدم الذي |
|
لا شيء في الأعيان والأذهان |
ما الله موجود هناك وإنما الع |
|
دم المحقق فوق ذي الأكوان |
والله معدوم هناك حقيقة |
|
بالذات عكس مقالة الديصان |
هذا هو التوحيد عند فريقنا |
|
وفريقكم وحقيقة العرفان |
وكذا جماعتنا على التحقيق |
|
في التوراة والإنجيل والفرقان |