ويقال قد شهد العيان بأنه |
|
ذو حكمة وعناية وحنان |
مع رأفة ومحبة لعباده |
|
أهل الوفاء وتابعي القرآن |
ولذاك خصوا بالكرامة دون |
|
أعداء الاله وشيعة الكفران |
وهو الدليل لنا على غضب |
|
وبغض منه مع مقت لذي العصيان |
والنص جاء بهذه الأوصاف مع |
|
مثل الصفات السبع في القرآن |
ويقال سلمنا بأن العقل لا |
|
يفضي إليها فهي في الفرقان |
أفنفي آحاد الدليل يكون للم |
|
دلول نفيا يا أولي العرفان |
أو نفي مطلقة يدل على انتفا |
|
المدلون في عقل وفي قرآن |
أفبعد ذا الإنصاف ويحكم سوى |
|
محض العناد ونخوة الشيطان |
وتحيز منكم إليهم لا إلى الق |
|
رآن والآثار والإيمان |
الشرح : ويقال لهم ونحن أيضا نثبت هذه الصفات الخبرية بمثل ما أثبتم به هذه السبع ، ونقول أن العقل دل على ثبوتها لله ، فإن نفع العباد بالإحسان إليهم يدل على الرحمة وإكرام الطائعين بأنواع الكرامة في الدنيا والآخرة يدل على المحبة وعقاب الكافرين وإهانتهم يدل على البغض والغضب والمقت والغايات المحمودة في مفعولاته ومأموراته تدل على الحكمة وهكذا ، والنص أيضا جاء بها صريحا كما جاء بالصفات السبع وبذلك تكون ثابتة مثلها بالنص والعقل معا فلا فرق.
ويقال لهم كذلك سلمنا أن العقل لا يدل على ثبوت هذه الصفات ، فإن ذلك لا يستلزم نفيها فإن عدم الدليل المعين لا يستلزم عدم المدلول المعين. وكذلك نفي مطلق الدليل لا يدل على انتفاء المدلول لا في العقل ولا في الشرع ، بل لا بد للنافي من أن يأتي بالدليل على النفي كالمثبت سواء بسواء. وهذه الأمور ثابتة بالسمع الذي لم يعارضه معارض لا سمعي ولا عقلي ، فيجب إثبات ما أثبته الدليل السالم عن المعارض المقاوم.
وهكذا ينهج المؤلف رحمهالله مع هؤلاء الخصوم خطة القصد والانصاف بلا شطط ولا اعتساف ، ولهذا يقول لهم ليس وراء رفضكم لهذه الخطة إلا محض