دون أن نملك مقاومة ، وأصبحوا بتلك السهام النافذة التي منحتهم اياها ، يرموننا في مقاتلنا ، ويتخذون منا غرضا لها حيثما ثقفونا.
ولو أنك عدلت في العبارة ولم تمل بها الى جانب التشبيه والتجسيم ، وأتيت بها على وجهها نصا في التعطيل والتنزيه ما وجد بيننا من يفزع أو يضطرب في ساحة هذه المعركة الزبون هذا ما تنطق به حال القوم بالنسبة الى أحاديث الصفات وما يغلون عليه صدورهم. وهو كذلك قد يبدو على فلتات ألسنتهم ، ويظهر جليا على صفحات وجوههم ، لا سيما اذا قرئت عليهم هذه الأحاديث ، وأتبعت بما يشهد لها من القرآن ، هناك تغبر وجوه القوم وتعلوها الكآبة ، وتضيق صدورهم وتكاد تنفجر من الغيظ ، ثم يندمون على ما كان منهم من ابداء دخائلهم وكشف ضمائرهم حتى ليكاد أحدهم يصرح بأنه سيجتهد مستقبلا في اخفاء ذلك وكتمانه.
* * *
يا قوم شاهدنا رءوسكم على |
|
هذا ولم نشهده من انسان |
الا وحشو فؤاده غل على |
|
سنن الرسول وشيعة القرآن |
وهو الذي في كتبهم لكن بلطف عب |
|
ارة منهم وحسن بيان |
وأخو الجهالة نسبة للفظ والم |
|
عنى فنسب العالم الرباني |
يا من يظن بأننا حفنا علي |
|
هم كتبهم تنبيك عن ذا الشأن |
فانظر تر لكن نرى لك تركها |
|
حذرا عليك مصايد الشيطان |
فشباكها والله لم يعلق بها |
|
من ذي جناح قاصر الطيران |
الا رأيت الطير في قفص الردى |
|
يبكى له نوح على الأغصان |
ويظل يخبط طالبا لخلاصه |
|
فيضيق عند فرجة العيدان |
والذنب ذنب الطير أخلى طيب الثم |
|
رات في عال من الأفنان |
وأتى الى تلك المزابل يبتغي الفض |
|
لات كالحشرات والديدان |
المفردات : الرءوس : الزعاء والقادة ـ الغل : الحقد والغيظ. الحيف : الجور مصايد الشيطان : حبائله ومكايده ـ علق الطائر بالشبكة : اذا أمسك الفخ