فأقل شيء أن يكونا عندكم |
|
حدا سواء يا أولي العدوان |
والله ما استويا لدى زعمائكم |
|
في العلم والتحقيق والعرفان |
عزلوهما بل صرحوا بالعزل عن |
|
نيل اليقين ورتبة البرهان |
قالوا وتلك أدلة لفظية |
|
لسنا نحكمها على الايقان |
ما أنزلت لينال منها العلم بالإ |
|
ثبات للأوصاف للرحمن |
بل بالعقول ينال ذاك وهذه |
|
عنه بمعزل غير ذي السلطان |
الشرح : من أعظم الشناعات التي وقع فيها المتكلمون من الأشعرية وغيرهم قولهم أن دلالة كل لفظ على معناه دلالة ظنية لتطرق الاحتمال إليها بسبب ما يعتري الألفاظ من إجمال وإبهام وحذف واشتراك وحقيقة ومجاز الخ. وطردوا قاعدتهم اللئيمة على نصوص الوحيين ، فحكموا بعزلها عن إفادة اليقين والشيخ هنا يستحلفهم بالله أن ينظروا فيها ويتدبروها ، كما يفعلون ذلك بالنسبة إلى ما ينقل إليهم من آراء أهل الفكر والنظر ، فإن هذا أقل ما ينبغي أن يكون عليه المسلم أن يسوي بين نصوص الوحي وكلام الناس في درجة التفكر والاعتبار ، أما أن يؤثر كلام الناس بالنظر ، فذلك هو العدوان والخسار ، ولكن أنّى لهؤلاء المتأخرين بتلك التسوية ، وقد ضل عنها شيوخهم الذين سنوا لهم سبيل الجور والاعتساف ، وجنفوا بهم عن طريق الحق والإنصاف ، والذين صرحوا بعزل نصوص الوحيين عن إفادة اليقين وقصورها عن رتبة البرهان.
وقالوا إنها أدلة لفظية لا يجوز التعويل عليها في مسائل الاعتقاد التي لا يكفي فيها الظن بل لا بد فيها من العلم اليقيني الذي لا يتطرق إليه الاحتمال. وهذا عندهم لا يستفاد إلا من البراهين العقلية التي تفيد القطع والجزم. وأما هذه النصوص التي هي أصل الدين فبمعزل عندهم عن إفادة اليقين ، وليس لها في عقائد الإيمان حكم ولا سلطان ، فبئس ما قاله أولياء الشيطان من الإفك والزور والبهتان.
* * *