فبجهدنا تأويلها والدفع في |
|
أكنافها دفعا لذي الصولان |
ككبير قوم جاء يشهد عند ذي |
|
حكم يريد دفاعه بليان |
فيقول قدرك فوق ذا وشهادة |
|
لسواك تصلح فاذهبن بأمان |
وبوده لو كان شيء غير ذا |
|
لكن مخافة صاحب السلطان |
فلقد آتانا عن كبير فيهم |
|
وهو الحقير مقالة الكفران |
لو كان يمكنني وليس بممكن |
|
لحككت من ذا المصحف العثماني |
ذكر استواء الرب فوق العرش |
|
لكن ذاك ممتنع على الإنسان |
والله لو لا هيبة الإسلام |
|
والقرآن والأمراء والسلطان |
لأتوا بكل مصيبة ولدكدكوا |
|
الإسلام فوق قواعد الأركان |
الشرح : وقالوا إذا كانت نصوص الوحيين من الكتاب والسنة لا تفيد اليقين المطلوب في باب الاعتقاد ، وكانت البراهين العقلية وحدها هي التي يعول عليها في هذا الباب ، فلنجد إذا في تأويل هذه النصوص بصرفها عما توهمه ظواهرها من معان مستحيلة عند العقل ، ولندفع في جوانبها بما يكسر قوتها ويضعف صولتها ، بأن نوقع في روع الناس أن هذه النصوص فوق ما تناله مداركنا وتتصوره أفهامنا ، وذلك كرجل ذي قدر وشرف جاء يشهد في قضية من القضايا ، والقاضي يريد دفع شهادته بأسلوب لا يكون فيه حرج لكرامته ، فيوهمه أن قدره أعلى من أن يقف في موقف الشاهد في مثل هذه القضية ، وأن شهادة من غيره تكفي ، وليس غرضه من ذلك إلا دفع الحكم بموجب تلك الشهادة ، ولكنه لا يستطيع التصريح بذلك مخافة بطش السلطان به فكذلك حال هؤلاء المعطلة مع نصوص الوحيين المصرحة بإثبات الصفات ، يريدون دفع ما دلت عليه من ذلك فلا يستطيعونه عن طريق التكذيب والإنكار ، فيلجئون إلى المراوغة بدعوى قصور الافهام عنهما. وكان بودهم لو لم تكن هذه النصوص أصلا ، حتى روى عن كبير من هؤلاء ، وهو عند الله والمؤمنين من أحقر الحقراء أنه قال مقالة الكافر العنيد والشانئ الحقود ، وددت لو حككت من المصحف كل ما فيه ذكر استواء الرب على عرشه ، لكن أنى له بذلك وقد حفظ الله كتابه