هو وحده الحكم والفيصل في قضايا الدين كلها أصليها وفرعيها وسواه من مصادر العلم والمعرفة لا سلطان لها بجانبه ، بل كلها خاضعة لحكمه ، فان غاب ولم يوجد فيه الحكم المطلوب نابت عنه أقوال الرسول وسنته ، فالكتاب والسنة هما وحدهما والحكمان عند أهل الايمان لا يقدمون على حكمهما قول فلان ولا رأي علان. ولكن الآية انعكست ووقع ما لم يكن في حسبان أحد حين وقعت البلاد الاسلامية تحت حكم جنكيز خان ملك التتار الطاغية حيث أتى مع جيشه المحارب بالسيف والسنان بجنود تعطيل وكفران ليفعلوا بالملة الاسلامية ، والطريقة المحمدية مثل ما فعلت جيوشهم بأمة الاسلام من التنكيل والعدوان. فهم وان تظاهروا بالدخول في الاسلام ، لكنهم لم ينقادوا لحكم الكتاب والسنة. بل بقوا على شريعة الغاب التي قدموا بها من بلادهم. فمن انقاد لهم ودخل في طاعتهم على ما هم فيه فقد أعرض عن محكم القرآن. وعزله عما هو مختص به ونازل لأجله من افادة العلم والايقان. فان ذلك هو سلطانه ومناط ولايته أن يفيد اليقين بما فيه من حجة وبرهان وبما اشتمل عليه من تفصيل وبيان.
وليتهم اكتفوا بهذا الذي فعلوه بعزله عن ولايته في افادة اليقين بل تمموا هذا الكفر المبين ببهتان عظيم ، وهو جعلهم القرآن مزقا وعضين فرموه بأنواع من النقص فعل الجاهلية المارقين يضاهئون به قول من تقدمهم من المشركين كما حكاه الله عنهم في كتابه المبين.
* * *
منها انتفاء خروجه من ربنا |
|
لم يبد من رب ولا رحمن |
لكنه خلق من اللوح ابتدا |
|
أو جبرئيل أو الرسول الثاني |
ما قاله رب السموات العلى |
|
ليس الكلام بوصف ذي الغفران |
تبا لهم سلبوه أكمل وصفه |
|
عضهوه عضه الريب والكفران |
هل يستوى بالله نسبته الى |
|
بشر ونسبته الى الرحمن |
من أين للمخلوق عين صفاته |
|
الله أكبر ليس يستويان |