المعرفة فانهم في الوقت الذي يعزلون فيه النصوص الشرعية يقيمون شرائع المغول والتتار فويل لهم حيث حكموا نتائج عقولهم وقدموا حكمها على القرآن ، وجعلوها قاضية عليه ، ورذالهم أي أخساؤهم يولون اشارات ابن سينا ويتخذونها آيات مقدسة ، حين قدموا منطق اليونان وجعلوا له الولاية والسلطان ، في الوقت الذي جعلوا فيه نصوص الكتاب مزقا وطعنوا فيها باحتمال الاجمال والاضمار ، والتخصيص والتأويل ، والاشتراك والمجاز والحذف ، الى غير ذلك مما زعموه بلا بينة ولا برهان ، ثم عزلوها عن الحكم فيما شجر من خلاف بين أرباب المذاهب ولم يردوا إليها ما تنازعوا فيه ، اعتقادا منهم أنها لا تصلح لأن تكون حكما في موارد الخلاف. ولم يقبلوا كذلك قولها في صفات الرحمن جل شأنه. لأنها تثبت له من الصفات ما تقتضي عقولهم نفيه ، فهم يرجعون في ذلك الى حكم العقل وحده اثباتا ونفيا ويرفضون أحكام القرآن حتى تركوه وسط المعركة صريعا ممزق اللحمان يبكى عليه أهله وجنوده بدمائهم ومدمع الاجفان.
* * *
عهدوه قدما ليس يحكم غيره |
|
وسواه معزول عن السلطان |
ان غاب نابت عنه أقوال الرسو |
|
ل هما لهم دون الورى حكمان |
فأتاهم ما لم يكن في ظنهم |
|
في حكم جنكسخان ذي الطغيان |
بجنود تعطيل وكفران من المفع |
|
ول ثم اللاص والعلان |
فعلوا بملته وسنته كما |
|
فعلوا بأمته من العدوان |
والله ما انقادوا لجنكسخان حتى أع |
|
رضوا عن محكم القرآن |
والله ما ولوه الا بعد عز |
|
ل الوحي عن علم وعن ايقان |
عزلوه عن سلطانه وهو اليق |
|
ين المستفاد لنا من السلطان |
هذا ولم يكف الذي فعلوه حتى |
|
تمموا الكفران بالبهتان |
جعلوا القرآن عضين اذ عض |
|
هوه أنواعا معددة من النقصان |
الشرح : يعني أن أهل القرآن وجنوده كان عهدهم به في الزمان الأول أنه