وأنى للمخلوق بمثل صفاته؟ وكيف تستوي صفة الخالق وصفة المخلوق مع أن بينهما من البعد كما بين الخالق والمخلوق سبحانك هذا بهتان عظيم.
ومما عضدوه به أيضا أنهم عزلوا نصوصه عن امرتها في افادة العلم واليقين ، وقالوا أنها دلائل لفظية قصاراها أن تفيد الظن والتخمين وليتها حين تفيد الظن يكون ظنها مطابقا لما في الواقع ونفس الأمر ببيان واضح. بل هي ظواهر لفظية لا تطابق معانيها الحقائق الخارجية فلا بد من تأويلها بما يصرفها عن تلك المعاني الظاهرة منها الى معان أخر فتحمل على أنها مجاز بالزيادة أو النقصان أو على أنها كنايات يراد منها لوازم معناها دون المعنى الأصلي أو على أنها استعارات استعملت في غير ما وضعت له لعلاقة مع امتناع إرادة معانيها الحقيقية أو على أنها تشبيهات أو مجاز ثان وهو المجاز المرسل الخ. وعلى الجملة فهي لا تفيد الا الظن والظن المستفاد منها ليس هو المقصود ، وبذلك انتفت عندهم افادتها للقطع وللظن معا ، فهي لا تفيد شيئا ، وبذلك يقولون لا لوم علينا اذا عزلناها عن ولايتها ولم نحتكم في باب العقائد إليها. وولينا بدلا منها العقول والأذهان لأنها هي التي تعطينا البرهان المفيد للعلم والايقان. هكذا يقول هؤلاء الثيران فما أعظمه من افك ، وما أقبحه من بهتان.
* * *
فالله يعظم في النصوص أجوركم |
|
يا أمة الآثار والقرآن |
ماتت لدى الأقوام لا يحيونها |
|
أبدا ولا تحييهم لهوان |
هذا وقولهم خلاف الحس |
|
والمعقول ولمنقول والبرهان |
مع كونه أيضا خلاف الفطرة الأو |
|
لى وسنة ربنا الرحمن |
فالله قد فطر العباد على التفا |
|
هم بالخطاب لمقصد التبيان |
كل يدل على الذي في نفسه |
|
بكلامه من أهل كل لسان |
فترى المخاطب قاطع بمراده |
|
هذا مع التقصير في الانسان |
اذ كل لفظ غير لفظ نبينا |
|
هو دونه في ذا بلا نكران |