حاشا كلام الله فهو الغاية القص |
|
وى له أعلى ذرى التبيان |
الشرح : المقصود من الالفاظ هو الدلالة على المعانى ، واللفظ بلا معنى كالجسد بلا روح ، فاذا كان هؤلاء قد سلبوا النصوص دلالتها على معانيها ، وأوجبوا صرفها عنها الى معان أخر بالتأويل. فقد حكموا بموتها ، وجردوها من الروح التي به حياتها ، وتلك مصيبة من أعظم المصائب ، دونها فقد كل عزيز وصاحب ، فالله يعظم أجور أهل الايمان في مصيبتهم في النصوص التي لا خلف منها ولا عوض ، فقد أماتها القوم موتا لا قيامة بعده ، ولم يريدوا أن يحيوا بها لهوانها عليهم ، على أنهم فيما ذهبوا إليه من سلب النصوص خاصية الدلالة والافهام مكابرون للحس والعيان ، ومخالفون للعقل والنقل وفطرة الانسان التي هي سنة ربنا الرحمن ، فان الله قد فطر العباد على التفاهم بالخطاب لقصد الايضاح والبيان لما يضمره الجنان. فكل متكلم بكلام من أهل كل لغة ولسان انما يريد بكلامه التعبير عما في نفسه حتى يفهمه المخاطب فاذا سمع الكلام وكان عارفا بوضع الألفاظ قطع بمراد المتكلم منها مع قصوره في البيان ، فانه مهما كانت درجته في الفصاحة والبلاغة فلا بد أن يكون في بيانه قصور ، وانما تمام البيان له وحده صلىاللهعليهوسلم ، فكل كلام هو دون كلامه في ذلك الا كلام ربنا جل وعلا فهو الغاية القصوى التي لا تنال وهو الذي يتطامن عنده كل مقال.
لم يفهم الثقلان من لفظ كما |
|
فهموا من الأخبار والقرآن |
فهو الذي استولى على التبيان |
|
كاستيلائه حقا على الاحسان |
ما بعد تبيان الرسول لناظر |
|
إلا العمى والعيب في العميان |
فانظر إلى قول الرسول لسائل |
|
من صحبه عن رؤية الرحمن |
كالبدر ليل تمامه والشمس في |
|
نحر الظهيرة ما هما مثلان |
بل قصده تحقيق رؤيتنا له |
|
فأتى بأظهر ما يرى بعيان |
ونفى السحاب وذاك أمر مانع |
|
من رؤية القمرين في ذا الآن |
فأتى بالمقتضى ونفى الموا |
|
نع خشية التقصير في التبيان |