هذا وثم لطيفة أخرى بها |
|
سلوان من قد سب بالبهتان |
تجد المعطل لاعنا لمجسم |
|
ومشبه لله بالإنسان |
والله يصرف ذاك عن أهل الهدى |
|
كمحمد ومذمم اسمان |
هم يشتمون مذمما ومحمد |
|
عن شتمهم في معزل وصيان |
صان الإله محمدا عن شتمهم |
|
في اللفظ والمعنى هما صنوان |
كصيانة الاتباع عن شتم المعطل |
|
للمشبه هكذا الإرثان |
والسب مرجعه إليهم اذ هم |
|
أهل لكل مذمة وهوان |
وكذا المعطل يلعن اسم مشبه |
|
واسم الموحد في حمى الرحمن |
الشرح : ومع هذه اللطيفة التي تقدمت هناك لطيفة أخرى يتسلى بها أهل الحق عن شتم هؤلاء المجرمين لهم وبهتهم إياهم مما هم منه براء ، وهي أنك تجد المعطل لاعنا لكل من يقول بالتجسيم وتسببه الله بخلقه ، ولكن هذا اللعن لا يضير أهل الحق ، فقد صرفه الله عنهم بتطهير عقيدتهم من اعتقاد التجسيم والتشبيه ، وإنما يلحق هذا اللعن من يطلق الجسم على الله أو يشبهه بخلقه ، وذلك كمحمد ومذمم ، فإنهما اسمان متقابلان ، والثاني منهما هو الحقيق بالشتم والتنقيص ، فإذا شتم الكفار رسول الله صلىاللهعليهوسلم فإنهم لا يضيرونه بشتمهم ، فإن شتمهم إنما يلحق مذمما ، ولكنه هو محمد لا مذمم ، فهو من شتمهم في حصن حصين وحرم مصون وقد صانه الإله عن شتمهم لفظا ومعنى ، اما لفظا فبتسميته محمدا ، وأما المعنى فبتطهيره عن كل ما يذم ويعاب من العقائد والأخلاق والأعمال ، والضمير في قوله هما للفظ والمعنى ، ومعنى كونهما صنوان أن أصلهما واحد كما في قوله تعالى : (وَنَخِيلٌ صِنْوانٌ وَغَيْرُ صِنْوانٍ) [الرعد : ٤] وكما في قوله عليه الصلاة والسلام في شأن عم العباس «أن عم الرجل صنو أبيه».
وكما صان الله عزوجل نبيه عن شتم الكفار وتنقيصهم ، فقد صان أتباعه عن شتم المعطل للمشبه ، فلا يلحقهم من معرته شيء ، بل هو في الحقيقة راجع إلى