هؤلاء الشاتمين ، فإنهم هم أحق بكل مذمة وتنقيص ، فالمعطل يلعن اسم المشبه ، فلا يلحق لعنه إلا كل من صدق عليه هذا الاسم وهو غير صادق على أحد من أهل الحق ، بل الذي يصدق عليه أنه موحد ، فهو في حمى الله من كل ما يتلاعن به المبطلون.
* * *
هذي حسان عرائس زفت لكم |
|
ولدى المعطل هن غير حسان |
والعلم يدخل قلب كل موفق |
|
من غير أبواب ولا استئذان |
ويرده المحروم من خذلانه |
|
لا تشقنا اللهم بالحرمان |
يا فرقة نفت الإله وقوله |
|
وعلوه بالجحد والكفران |
موتوا بغيظكم فربي عالم |
|
بسرائر منكم وخبث جنان |
فالله ناصر دينه وكتابه |
|
ورسوله بالعلم والسلطان |
والحق ركن لا يقوم لهذه |
|
أحد ولو جمعت له الثقلان |
توبوا إلى الرحمن من تعطيلكم |
|
فالرب يقبل توبة الندمان |
من تاب منكم فالجنان مصيره |
|
أو مات جهميا ففي النيران |
الشرح : يخاطب المؤلف إخوانه من أهل الحق بأن تلك اللطائف التي أبداها لهم هي في جمالها وروعتها كحسان العرائس المجلوة ، حثا لهم على تأملها والنظر فيها ، ولكنها عند المعطل ليست بذاك لبلادة عقله وغبائه ، فهو لا يدرك ما فيها من معنى رائق لطيف ، لأنه لا حظّ له في إدراك جواهر العلم وفرائده ، إذ العلم لا يناله إلا كل موفق مسدد ، وأما المخذول المطرود فإن قلبه عن ذلك في صدود ، نعوذ بالله من الخذلان والحرمان.
ثم ينادي هذه الفرقة الضالة من أهل الجحد والتعطيل التي نفت الإله وكلامه وعلوه على خلقه بأن يموتوا غيظا وحسرة ، فإن الله عالم بخبث طواياهم ودخن قلوبهم ، وهو لا بد ناصر دينه وكتابه ورسوله بالعلم الصحيح والحجة الظاهرة ، فإنها الحق الذي من أوى إليه فقد أوى إلى ركن شديد لا يقدر أحد على النيل